حنان شومان

التنكيت والتبكيت

الجمعة، 22 يوليو 2011 08:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذه الأيام، برغم حالة السيولة المحيطة بمصر من كل جانب فإن الكتابة تبدو همّا ثقيلاً فى تصورى، لأنها تضطرك إلى أن تعيد التفكير فى الأحداث المحيطة لكى ترصدها أو تحللها، أو أضعف الإيمان أن تنقلها.

وقد أكد أطباء علم النفس أنه حين تثقل الأحداث على الإنسان يخترع كثيرًا من الوسائل للهروب منها على سبيل المثال التجاهل، أو النسيان، وفى أحيان أخرى يكون التنكيت أو السخرية حلاّ للهروب، ولو لبعض الوقت. ولأنى مصرية أبًا عن جد فقد اخترت الحل الأخير لكى أستطيع أن أتعايش مع كثير مما نواجهه من أحداث، فقد يكون لنا فى السخرية حياة ما بين التنكيت والتبكيت.

1- هييه... ريسنا اتحرق
برغم وقائع ثورة اليمن المستمرة منذ شهور، والتى دفعت الملايين إلى المرابطة فى الميادين العامة، والاعتصام، وتأثر الحياة الاقتصادية واليومية، فإن وسائل الإعلام العالمية قد رصدت ظاهرة لم يجد الأجانب لها من تفسير، وهى تكالب اليمنيين على شراء شرائط فيديو.
وتداول نسخها بصورة جنونية. وتصور المراسلون أن اليمنيين ربما يستخدمون هذه الشرائط لنقل وقائع الثورة وتسجيلها، ولكنهم احتاروا حين علموا بأن هذه الشرائط هى مسرحية مصرية شهيرة، فراحوا يتساءلون: لِمَ يتداول اليمنيون مسرحية مصرية وهم فى حالة ثورة؟

ولكن تساؤلهم لم يطل بعد أن أكد لهم صحفى يمنى أن هذه المسرحية تحتوى على تعويذة الثورة اليمنية ورسالتها للعالم العربى حين يصرخ يونس شلبى: أبويا اتحرق.. هييه... أبويا اتحرق.. هييه.. عقبال أبوك يا عم!!! ولكن اليمنيين طوروها إلى ريسنا اتحرق... هييه.. عقبال ريسكم يا عم!!

2- سرقوا الصندوق يا حواس
بسبب الطيبة وحسن النية يتمتع إخواننا من صعيد مصر بالريادة فى النكت التى تُقال عنهم. وإحدى هذه النكات تحكى عن رجل هبط عليه كنز من حيث لا يدرى، فدار يصرخ فى البلد أحمدك يا رب.. أحمدك يا رب، ولما سأله جيرانه عن سبب صراخه حكى لهم عن الكنز. فأشار عليه صديقه محمد بضرورة إخفائه عن أعين اللصوص، فأتى الصعيدى بصندوق كبير ووضع كنزه فيه وأغلق عليه بمفتاح كبير جدّا علقه فى رقبته زيادة فى الحرص. وكان كلما سأله أحد عن الكنز قال: المفتاح معايا. إلى أن عاد يومًا إلى بيته فلم يجد الصندوق، وراح يصرخ: سرقوا الصندوق يا محمد، لكن مفتاحه معايا!!!!
ولأن الدكتور زاهى حواس طبعًا أكثر المصريين تأثرًا وتعصبًا لأهل الجنوب فهو يسير على خطاهم، حتى فى نكاتهم، ولهذا كلما صرخ أحد عند اكتشاف سرقة كنوز مصر رد عليهم صارخًا: سرقوا الصندوق يا جماعة لكن مفتاحه معايا!!!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة