يسرى الفخرانى

مصر فى نصف عام

الإثنين، 18 يوليو 2011 04:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن الحكم على أداء الدكتور عصام شرف بدون أن نعرف كم عدد وقوة أوراق اللعب التى يملكها ويلعب بها، ظهر رئيس الحكومة فى الأيام الأخيرة مرهقا للغاية، تنقصه الحيوية والبريق، هل هو إجهاد أم شىء آخر؟ سؤال، والأسئلة التى يجب أن نجيب عنها إجابات حقيقية قبل الحكم عليه كثيرة، كل ما أحب أن أؤكد عليه بحكم عشرة قديمة انتهت بيننا منذ عام كامل، لمشاغل وسفر، أن هذا الرجل مخلص لوطنه وأمين على كل وظيفة يقوم بها، لست مع من يقول إن المنصب أكبر من قدراته، فهو كما عرفته يجيد وضع تصور هادئ على الورق لمهامه ومهام من حوله، هو متواضع وإن كان فى حلقه دائما- فى الماضى- غصة أن بلده لم يستفد من علمه، شأن كثير من المخلصين، وهو الآن يجب أن يبدع، فليس لديه فى هذه اللحظة ما يخسره، فمحبوه ودراويشه على قدر الغاضبين منه وعليه، وهو فقد شرعية كان يتصور أنها مفتاح نجاحه حين نزل إلى ميدان التحرير وعن يمينه وشماله هتافات وميكروفونات الإخوان، كتب ورسم وصاغ كثير من الزملاء مقالات وكاريكاتيرات وتعليقات وأمنيات تشجعه على أن يكون أقوى وأعنف وأكثر حزما، لا أعتقد أن من هو مثل الدكتور شرف سوف يفعلها، ليس ضعفا فهو ليس كذلك إنما لأن مفردات شخصيته لن تتغير بعد كل هذا العمر، المفروض فى الفترة التالية أن يكون المزيد من أوراق اللعبة فى يده، يدفع بممثليه إلى الأمام، يستقر مفكرا لوزارة الثورة ولا يضيع وقته وطاقته فى مهب حل المشاكل وهى كثيرة، يجب أن يختزل دوره، ونشجعه على ذلك، فى التخطيط للفترة القادمة على أن يستعين بما وبمن يشاء من مساعدين بمقاعد وزارية أو حقائب وزارية أو بدون، من أجل فك العقد وهى كثيرة، عليه أن يرتفع بمقعده ليرى الصورة أوضح وأهدأ، أن نبدأ من اليوم معاملة الدكتور شرف على أنه رئيس جديد للحكومة، نمنحه فرصة ونخفض أصواتنا الصاخبة قليلا، وكثيرا أفضل، الوزارة الجديدة تحتاج إلى نصف العام على الأقل لتعيد الأمن المفقود إلى الشوارع، تعيد المصانع المغلقة إلى العمل، تعيد السياح إلى مصر، تعيد الإعلام إلى صوابه، تعيد الهيبة إلى الدولة، تعيد الأمل إلى الوجوه، تعيد الاستثمار إلى كل المجالات، تعيد الحياة إلى الحياة، ستة أشهر لانملك إلا منح الثقة الكاملة إلى حكومة الدكتور شرف، نحترمها، نخاطبها بعقل، نتكلم عنها بخير، ندعو لها بالتوفيق، نبعد عنها كل عابر سبيل وكل عابد منصب أو مصلحة، ننقدها بحكمة وإخلاص ومنطق ووعى وضمير، ننجيها من شر المتربصين بافتراس الوطن، ستة أشهر جسر بين زمنين، ومن يخرج عن هذا العقد فهو خائن لوطنه، من يعطل عمل هذه الحكومة أو يحرض عليها هو مفسد، الفساد ليس سرقة فقط، الأخطر منها الخيانة، يجب أن نفتح صفحة جديدة مع حكومة جديدة تبدأ عملها بسم الله الرحمن الرحيم، لانشك فى أحد ولا نتهم أحدا، فجميعهم يحبون مصر وأكثر، ويتعشمون فى الله أن يوفقهم من أجل أن تكتب أسماؤهم فى التاريخ، على أنهم صنعوا زمنا جميلا فى زمن صعب، كما أرجو من زملاء المهنة ميثاق شرف أن يراقبوا الحكومة الجديدة بشرف لاغرض فيه، لاتهويل لاتحطيم لاتمزيق، نفرح بكل إنجاز وننقد كل تقصير بشرط أن نقدم بديلا أو نقترح حلا، كما أرجو على المجلس العسكرى أن يمنح الدكتور شرف أوراقا أكثر فى اللعبة.. وتصريحا بـ72 ساعة إجازة لهذا الرجل الذى أتصوره قرر منذ وزارته الأولى ألا ينام وتلك غلطته الأولى..!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة