.. وقد كان، ما قلناه ها هنا، فى المكان نفسه، الخميس الماضى، حول اليوم التالى «الجمعة».. يوم الامتحان، الذى يكرم فيه المرء أو يهان، وقد أهين، للأسف، أقصد ماسبيرو، الكلام صار مملاً من كثرة التكرار، أليس هناك من يسمع؟، ألا حياة لمن تنادى فعلاً؟ ألا من مجيب؟!
لماذا نضطر للبحث عن مصر بعيداً دائماً؟ وإلى متى؟ أرجوكم أفيقوا، كونوا على قدر مسؤولياتكم، أو ارحلوا قبل أن يفوت الأوان. ما الذى تبقى؟، صرنا نبحث عن مصر على «التويتر» و»الفيس بوك»، صارت هذه الشبكات أقرب إلينا كثيراً، وأكثر صدقاً، صارت عيوننا وآذاننا. هكذا يمكن الآن الحصول على المعلومة، أى معلومة، وفى لحظات، أرأيتم؟! لم تعد فائدة من «تزويق» الأحداث، والعبث فى التحليلات، ولم يعد مكان لوجوه بلا جاذبية أو مصداقية على أى شاشة.
إذا كان التعامل مع أبسط الأحداث إلى أعتاها، لا يزال يجلب الارتباك إلى العاملين فى أهم أجهزة الدولة الإعلامية، فإلى من «يكيلوننا»، إلى قنواتٍ تتحدث باسم مصالح دول أخرى، أم إلى حسابات وهمية على شبكات اجتماعية تنشطر نووياً، لتشطر معها ما تبقى من ثقة واطمئنان؟.
لا أعرف كيف يدار تليفزيون لا يستطيع تحديث «شريط أخباره» بحلول المساء، فإذا كانت القنوات جميعها قد نقلت خبراً، كالقبض على أربعة أمريكيين فى السويس، فى لحظات، ألم ينبه أحد أى مسؤول فى «الكونترول روم» لكل شاشات التليفزيون المصرى لإذاعة الخبر؟، هل هناك ما هو أبسط من مهمة كهذه؟، نحن لا نتحدث هنا عن تغطية إخبارية على مدار الساعة من قلب الحدث، تكون من «قلبه» فعلاً، نتحدث عن معلومة لم تعد غائبة بعد تداولها بدقائق!، وأى عذر هنا غير مقبول، فهو بالتأكيد سيكون أعظم من الذنب ذاته.
أفيقوا.. يرحمكم الله ويرحمنا، إنه التاريخ يُكتَب الآن، وما علينا سوى أن نسجله، لأنفسنا وللأجيال القادمة ولبلادنا، وما من عذر سيغفر لنا التقصير فى هذه المهمة العظيمة.
مصر وحدها يجب أن تكون القصد والسبيل، لمصر وحدها يجب أن ننقل شهاداتنا.. أينما تكون فثمّ وجه الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة