يحيى يخلف: عرفات زعيم كبير ومن الصعب مقارنته بآخرين

الخميس، 14 يوليو 2011 05:46 م
يحيى يخلف: عرفات زعيم كبير ومن الصعب مقارنته بآخرين يحى يخلف
حاوره وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاصر الروائى الفلسطينى يحيى يخلف الجزء الأكبر من التاريخ الفلسطينى فى فترة الانتفاضة الأولى والثانية، وكان لموقعه كأحد المثقفين المسئولين عن وزارة الثقافة الفلسطينية فيما سبق، وعن المجلس الأعلى للتربية والثقافة الفلسطينى حاليا نصيب من تلقى الهجوم عليه، لكونه أحد المؤيدين لموقف السلطة، وياسر عرفات تحديدا، عن الحالة الثقافية الفلسطينية الراهنة، والخلافات الأدبية التى تخللت علاقة "يخلف" بزملائه من المبدعين الفلسطينيين، وعلاقته بالسلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، حيث كان لليوم السابع هذا الحوار معه

هل جئت للقاهرة فى مهمة رسمية بجانب توقيع كتابك "جنة ونار"؟

على الإطلاق، هذه زيارة شخصية جدا، وفى الواقع كنت أرغب فى التواصل مع أصدقائى من المبدعين، وقمت بزيارة شخصية أيضا للدكتور عماد أبوغازى وزير الثقافة، وتبادلنا الحديث حول فكرة مجىء قافلة ثقافية للتهنئة بالثورة المصرية ، وشكر مصر على دعمها الدائم للقضية الفلسطينية، والتواصل مع الحركة الثقافية فى مصر، لأن مصر هى العاصمة الدائمة للكتاب العربى.

هل تتفق أم ترفض زيارات المثقفين المصريين لفلسطين خوفا من التطبيع؟

فعلا هناك إشكالية، لأن البعض يعتبر أن المجئ لفلسطين هو نوع من التطبيع، لأنه لا يريد أن يدخل عبر الحواجز الإسرائيلية ونحن نتفهم ذلك، وأنا شخصيا أعتبر مقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلى يخدم القضية الفلسطينية، لأن مثقفى فلسطين يرفضون المشاركة أو التنسيق مع الجانب الإسرائيلى، ومنظمات الاتحاد الأوروبى أو اليونيسكو تعرض علينا تمويل أى أنشطة مع إسرائيل، ونحن نرفضها، ونتعامل فقط مع الكتاب العرب الفلسطينيين الذين ليس لهم مرجعية إسرائيلية مثل سميح القاسم، وطبعا نرحب بزيارة فلسطين من خلال تصاريح السلطة الفلسطينية.

والشهيد فيصل الحسينى كان يقول: عندما تزور فلسطين أنت تزور السجين لا السجان.

هل أنت راض عن اتقافية أوسلو التى تم توقيعها عام 1993؟

كتبت عدة مقالات ضد اتفاقية أوسلو عقب توقيعها مباشرة، وكنت واحداً من المعارضين لها، لكن أمر العودة للوطن، جعلنى غير متردد فى تأييد هذا الاتفاق، لأن النضال من الداخل هو الأساس، فإذا عدت لوطنك، حتى لوكان تحت الاحتلال، فهذا يعنى أنك وطنى، وكنا دائما ككتاب فلسطين رغم رفضنا لإتفاق أوسلو، ومنهم محمود درويش، نرغب فى العودة، ولكن بعد أن عدنا طالبنا بتنفيذ هذا الاتفاق، ولكنه كان خديعة من جانب إسرائيل والمجتمع الدولى، لأنه كان يجب أن ينتهى عام 1999 بإقامة الدولة الفلسطينية، ومر 17 عاما عليه دون أن يتم التنفيذ، وأظن أن أتفاق أوسلو سقط، وبقيت القضية الفلسطينية التى تمر فى مرحلة مختلفة تشهد توقف المفاوضات والسلطة تسعى لنقل القضية للأمم المتحدة.

إذن كان إدوارد سعيد محقا فى مقاطعته المنظمة الفلسطينية بعد إتفاق أوسلو؟

هو لم يكن متفرغا فى منظمة التحرير، وإنما كان باحثا وأستاذا جامعيا، وعضوا فى المجلس الوطنى الفلسطينى، وأخذ موقفا من الإتفاق، وأصدر كتاب غزة إريحا، وقال كلمته، وكنا نقول إن من حق أى مفكر أن يعبر عن رأيه فيما يخص القضية الفلسطينية، والخلاف جزء من الديموقراطية، وإدوارد سعيد مثقف ومفكر اجتماعى وناقد أكثر منه سياسى.

ما رأيك فى وصف إدوارد سعيد لياسر عرفات بالتبرء من القضية الفلسطينية بعد توقيعه اتفاقية أوسلو؟

لا يهمنى كلام إدوارد سعيد عن "أبوعمار"، لأن ياسر عرفات قائد وطنى رفض التنازل عن القدس، ودفع ثمن حياته لأنه رفض التنازل عن حق العودة للاجئين، وصحيح أن اتفاق أوسلو كان هزيلا وغير مرضيا، وكتبت مقالا فى جريدة الحياة اللندنية أنتقدت فيه الاتفاق، واستدعانى أبوعمار رحمه الله، وسألنى: أنت بتخونى؟ قلت له: لا أنا أحكى رأيى فى الاتفاق، قال لى: "اسمع أولا أنا لا أريد أن أضيع فرصة أمام الشعب الفلسطينى، ونريد أن نعود لشعبنا، وثانيا الأمريكان قرروا تجفيف مواردنا المالية، والآن قد يضغطون على زين العابدين بن على، كى يطرد المنظمة من تونس، ولا نجد عاصمة عربية تقبل بنا، والنقطة الثالثة من لا يكون على الخارطة الآن عام 1993، لن يكون على الخارطة فى القرن القادم، هكذا قال لى ياسر عرفات، وبالتالى هو كان يعرف أن الاتفاق به الكثير من الثغرات، وكان يأمل أن يقرأه قراءة فلسطينية، وأذكرك أن عرفات ذهب لكامب ديفيد وقال لأ، وأطلق الانتفاضة الثانية وأعتقد أنه وصل لقناعة عام 1999 بأن أتفاق أوسلو ربما كان فخ له، لأنه كان يحلم بقيام الدولة، لكنه حوصر، وحاول الإسرائيليون اقتحام مكتبه، وفى نهاية المطاف قاموا بتسميمه.

ألا ترى أن اعتماد ياسر عرفات على زين العابدين بن على ومبارك وغيره يجعله مثلهما، وربما لو عاش حتى اليوم لواجه ثورة ضده أيضا؟

أبو عمار قاد حركة ثورية من أهم الحركات الثورية فى النصف الثانى من الستينيات، وأنا أعتبره شخصية عالمية، ولم يفرط، وهو من قال لا للأمريكان، وإدوارد سعيد لم يخوّن ياسر عرفات، وإنما اعترض على اتفاق أوسلو، وفى النهاية إدوارد سعيد يظل واحد، لكن هناك إجماع على أن عرفات رمز للشعب الفلسطينى، لأنه دخل فى مغامرة سياسية فى سبيل إقامة الدولة الفلسطينية، لكنه لم ينجح فى هذا، وتعرض للمخاطر والاغتيال، وله أيضا أخطاؤه مثل أى إنسان، ولكنه كان قائد كفاح مسلح، وما حدث أن رياح التغيير التى هبت فى العالم جعلت منظمة التحرير الفلسطينية تقترب من الواقعية السياسية، فعرفات كان يعرف أنه لا يستطيع أن يدمر إسرائيل، أو تحرير التراب الفلسطينى كله، لكنه كان يعرف أنه يستطيع أن يدخل فى عمليات مرحلية لتحرير هذا التراب فى طريق نضال طويل.

هل يترحم الفلسطينيون على أيامه الآن ويتمنون عودته لتولى السلطة بدلا من محمود عباس؟

المقارنة بين أبو عمار وأى زعيم آخر صعبة، لأن أبوعمار زعيم كبير، لعب دورا مهما فى حياة الشعب الفلسطينى، ويتمتع بقدرة كبيرة وفائقة على العمل والمناورة، وأى زعيم سيأتى بعد عرفات سنظلمه إذا عقدنا المقارنة.

هل يمكن بحكم كونك رئيسا للمجلس الأعلى للتربية والثقافة الفلسطينى أن تقوم بتصدير إبداعك بوصفه الوحيد المعبر عن النكبة الفلسطينية؟

عملت فى مناصب عديدة، وأعمل حاليا فى التخطيط ورسم السياسات، وهو عمل يختلف عن عملى عندما كنت وزيرا للثقافة، ولكنى لا أفاخر بكل هذه المناصب، ولكنى أفاخر فقط بكونى كاتب وروائى، وأننا لم أسع لمناصب، وعندما عملت فى السلطة، كنت أقول إننى أريد أن أكون سلطة للثقافة، ولا أريد ثقافة للسلطة، وهناك بعض المثقفين يحاولون تسميم الأجواء، وبعضهم يشعر بالإقصاء، والبعض الآخر يشعر بالتهميش، لكنى لم أصدر إبداعى بوصفه الوحيد المعبر عن النكبة، وكتاباتى مرحب بها فى المشهد الثقافى، فقد كتبت 8 روايات، أولاها "نجران تحت الصفر" كانت عن قضية الإنسان العربى، وعن ثورة اليمن والوضع فى السعودية وما يسمى بأدب الصحراء، وأنا أول من كتب فى هذا الموضوع، كما أننى لا أحب الأضواء، وأتحدى من يقول إننى أصدر كتاباتى بوصفها لسان النكبة، لأننى دائما ما أذكر كتاب وروائيين فلسطينيين آخرين عبروا عن قوة الحياة فى المخيم، ومنهم سحر خليفة وتوفيق فياض وأحمد رفيق عوض، وكثيرون ساهموا فى التعبير عن تجليات الحياة وقوتها فى المخيم، وأوساط الشعب الفلسطينى، ولم يزعم أى واحد أنه هو فقط من عبر عن النكبة، ولكن فيما يتعلق برواية "ماء السماء" التى تتحدث عن النكبة، فربما أكون من القلائل الذين كتبوا عن هذا الموضوع لأنى كتبت رباعية روائية تتحدث عن الشعب الفلسطينى من النكبة إلى الثورة إلى أوسلو.

هل أنت راض عن المصالحة الفلسطينية الأخيرة التى حدثت فى القاهرة مؤخرا بعد الثورة؟

طبعا المصالحة كانت هدف أساسى دائما، وكنا ننادى بها، وأصدرنا العديد من البيانات، وعندما حدثت ثقافة الاقتتال، كنا ضدها، وفى الواقع كان هناك مشروع عند حماس ربما لفرض الرؤية الأحادية لها على الساحة الفلسطينية، رغم أنه يوجد فى فلسطين تيارات عديدة، وبادرت حماس للانقلاب على هذه التيارات، وهى التى بدأت بالصراع، علما بأن حماس فى ذلك الوقت كان لها منصب رئيس الوزراء، وكانت هى السلطة، ونحن الآن مع طى صفحة الانقسام للأبد، وفتح صفحة جديدة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة