دعك من مضمون البيان الذى ألقاه اللواء محسن الفنجرى، عضو المجلس العسكرى، ففيه ما يمكن الاختلاف عليه، ويتضمن أيضاً ما يمكن الاتفاق عليه، لكن الملفت أكثر هو لهجة الوعيد والتهديد التى استخدمها، مستعيناً بألفاظ عنيفة، وحركات جسد أكثر عنفاً، وكأنه يخاطب جنوده فى ساحة تدريب عسكرى.
ماذا يعنى هذا؟ معناه هو ما كتبته مراراً وتكراراً، أننا لا يجب أن نقع فى خدعة أن تغيير مبارك ورجاله، يعنى انصلاح الحال، ومعناه أننا نريد تغيير آليات الحكم، آليات الاستبداد التى خربت البلد، ومعناه أن إزاحة النظام السابق ورجاله هو أول المشوار، وكل ما فعله هو أنه وضعنا على أول طريق دولة العدل والحرية، باقى المشوار يستلزم منا الإصرار على استكمال تغيير الآليات التى منحت مبارك ومن كانوا قبله صلاحيات إلهية، مكنتهم من أن يدمروا ويخربوا.
ولو جاء بعدهم ملاك وعمل بذات الطريقة، فلن يقل عنهم استبداداً، هذا بالضبط ما فعله المجلس العسكرى وحكومته، وهو الخلفية التى انطلق منها اللواء الفنجرى وشخط فينا وهدد، فهو لا يتصور أن الثوار يختلفون مع طريقة الإدارة السياسية للمجلس العسكرى، ولا يتصور أن ينسى المحتجون بهذه السرعة، أن الجيش هو الذى حمى الثورة، وهم فى الحقيقة لم ينسوا، ففضلاً عن أن هذا واجب الجيش، فهذه الحماية لا تعنى أن يفعل ما يشاء بالبلد، دون أن يحاسبه أحد، هذه هى عظمة احتجاجات 8 يوليو وما تلاها، فربما تصور البعض أن ثورة يناير صدفة عابرة من المصريين، ولكن تأكد لمن يحكمون الآن ولمن سيأتون بعدهم، بانتخابات حرة، أن المصريين لن يسمحوا لأحد، أياً كان، بأن يعيدنا للخلف، ولن يسمحوا باستبدال ديكتاتور فج، بديكتاتور شيك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة