ذهب النقيب الشاب محمد على عبدالعزيز زين فى مهمة بسيطة، فى بلاغ يمكن فى هذه الظروف إهماله، سرقة سيارة، وعد الرجل العجوز الطيب الذى تقدم له ببلاغ عن سرقة سيارته أنه سيعيدها له، ابتسم فى وجه العجوز ليطمئنه أن الدنيا بخير، اطمأن أن سلاحه فى مكانه، أقسم بابنه أن يعيد السيارة المسروقة ولو كلفه الأمر عمره، قال لزميله فى قسم الشرطة: الناس فاكرة إننا مابقيناش رجالة، وحياة ابنى لنعرفهم إننا كلنا بنحب البلد زى أى مواطن شريف، غادر القسم بسنواته الست والعشرين، وعاد.. مدفونا فى دمه!
رحل النقيب محمد عبدالعزيز، وترك خلفه زوجة فى عامها الثانى من الحب والحلم، وطفلا عمره سبعة شهور فقط، شهيدا مثل عشرات الشهداء الذين حملوا شهادتهم حبا فى مصر، هذا الشاب المصرى يجب أن نمنحه حقه، أن نرفع صورته وندعو له بالرحمة، أن نسأل عن طفله الصغير الذى يكاد أن يكون من عمر الثورة، هذا شاب يجب أن يكون نقطة فاصلة فى رؤيتنا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الشرطة والشعب، حان الوقت لنعيد تقييم الموقف فى حجمه الحقيقى، أن كل مؤسسة بها الشريف وبها الفاسد، لايجب أن يصبح الجميع متهما، لا يجب أن يتحمل الشرفاء الاتهامات التى وجهناها للفاسدين فى جهاز الشرطة، الشهيد محمد عبدالعزيز يفتح لنا صفحة جديدة لنفكر فى الأمر بهدوء، أن هيبة الدولة تعود بنظرة محترمة لرجل الشرطة الذى تمت إهانته بطريقة لاتليق بآدميته وأبسط حقوقه الإنسانية على الرغم من وجود ضابط أو أكثر فى كل عائلة فى مصر، لو بحث كل واحد فينا عن ضابط شريف فى حياته سوف يجد، وسوف نكتب عن قائمة طويلة من شرفاء الشرطة، أقترح أن نقيم احتفالا كبيرا على روح الشهيد الشاب نقول فيه لكل شرطى شهيد نحن ندعو لك ونتذكرك ونحترمك، نقول لكل شرطى فى الخدمة نحن معك.. نعيد له الثقة ونتضامن معا فى هذه الظروف الصعبة، احتفال الشهيد لنقول لعائلته إننا نقدر بطولته وشجاعته، ونتذكر كل أطفال الشهداء وهم بالمئات، هؤلاء ماذا سيقولون حين يكبرون فى غياب الأب ثم لايجدون أحدا يتذكر أن هذا الأب مات من أجل ناس لايعرفهم.
يجب أن نعود للحق، والعودة أن نحتفى بكل طفل يتيم خرج أبوه فى مهمة عمل من أجل حماية أمن الوطن.. وعاد شهيدا، وأقترح أن نقيم احتفالا فى شهر رمضان المعظم لكل شهداء الشرطة، نجدد فيه احترامنا لذكراهم ونواسى عائلاتهم، ونقدم دعما ماديا ومعنويا للأبناء شبابا أو أطفالا... هذا اقتراح, فمن يضيف له ومن ينضم لننفذه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة