كنت واحدة ضمن وفد المعهد المصرى الديمقراطى فى زيارة لإسبانيا الأسبوع الماضى، تلبية لدعوة للمعهد مقدمة من وزارة الخارجية الإسبانية. وكان الهدف الرئيسى للزيارة هو التبادل الفعلى والعملى للثقافات والخبرات بين البلدين، على الصعيد السياسى والاجتماعى والثقافى، خاصة فى المراحل الانتقالية. تضمنت الزيارة لقاءات مع ممثلين من الوزارة الإسبانية والأحزاب السياسية والمجتمع المدنى والشخصيات السياسية الهامة مثل خافيير سولانا المسؤول السابق للشؤون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى. وهنا سألقى بعض الظلال على الملامح الرئيسية لهذه الزيارة الهامة من خلال بعض الحوارات التى دارت بيننا وبين رموز من الدولة الإسبانية. بداية أحب أن أنوه بأهم ما ورد فى الزيارة طبقا لما نمر به الآن فى بلدنا وهو اتفاق أغلبية الشخصيات التى قمنا بالتحاور معها على ضرورة أن تكون الانتخابات أولا ثم الدستور، وهذا ما تم تطبيقه فى المرحلة الانتقالية الإسبانية، وأيضا ما يرونه هم أنسب فى المراحل الانتقالية. ولكنى سأتوقف عند بعض كلمات رئيس الوزراء السابق (Mr. Felipe Gonzalez) الذى تحدث عن أهمية مصر ودورها وتأثيرها على المنطقة. وأكد أنه لا يوجد نموذج ديمقراطى قابل للتصدير أو الاستنساخ وأنه لابد من البحث عن إيجابيات النماذج الديمقراطية التى تتكيف مع احتياجات البلاد، وأعرب عن ضرورة الخروج من المرحلة الانتقالية فى أقرب وقت لأنها تؤثر على النمو الاقتصادى للبلاد. ونصيحته لنا أن 75 % من سكان مصر أقل من 35 عاما، وهذا ما يجب أن نراهن عليه، وهذا يتفق مع دعوتنا الدائمة فى مصر من أن يكون للشباب فرصة للاندماج أكثر فى الحياة السياسية وفى دوائر صناع القرار ونهتم بحل أهم مشكلة تعانى منها مصر وهى مشكلة البطالة. وتطرق الحديث إلى أهمية الدستور ووجوب أن يكون دستورا قويا من الصعب إلغاؤه أو تعديله إلا على الأقل من خلال 80% من البرلمان، وأن يكون صلبا فى تحديد ولاية الرئيس وعدم انتخاب رئيس شغل المنصب لمدتين، ولكن هذا لا يأخذنا إلى دستور صلب وجامد فى الجوانب الأخرى. وهنا أشار إلى دستور البرازيل الذى يتضمن فوائد البنوك واعتبر هذا خطأ فادحا. وأهم ما يجب أخذه فى الاعتبار من كلام السيد فليب هو لماذا كانت الأنتخابات أولا فى المرحلة الانتقالية الإسبانية؟، كانت نسبة ممثلى تيار الوسط حتى اليسار 50 % وممثلى تيار الوسط حتى اليمين 50% وهذا ما ضمن لهم وجود دستور متوازن شاركت فيه كل القوى السياسية الممثلة فى المجتمع. وأوضح أنه كان هناك أحزاب جديدة غير معروفة وأن الحملة الانتخابية مدتها شهر واحد فقط وهذا ما يتشابه مع التجربة المصرية الحالية بشكل كبير. وهنا سنقف عند نقطة معينة وهو خطر أن تهيمن قوى واحدة على البرلمان الذى يشكل الدستور والذى سينتج عنه دستور يتماشى فقط مع مبادئ واتجاهات هذه القوى وهذا ما يجب أخذه فى الاعتبار واتخاذ كل التدابير اللازمة لعدم حدوثه مطلقا.
وفى نهاية الزيارة تلقى وفد المعهد المصرى الديمقراطى اتصالا من الخارجية الإسبانية يفيد بأن مجلس الوزراء الإسبانى قد قرر فى اجتماعه الأسبوعى ضرورة تسليم حسين سالم لمصر تتويجا لمجهودات بدأها ممثلون دبلوماسيون مصريون واستجابة لجهود الدبلوماسية الشعبية ممثلة فى وفد المعهد المصرى الديمقراطى الذى أوضح لعدد من المسؤولين رفيعى المستوى، وعلى رأسهم وزيرة الخارجية الإسبانية ووزيرة التعاون الدولى، أهمية وضرورة تسليم حسين سالم للدولة المصرية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى الحر
جمعه تطهير الميدان
عدد الردود 0
بواسطة:
hasan
ايوه يا عم لعبت
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى
المهم انها ليست اسلامية
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم رزق
هذا يكفى
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
سؤال من فضلك
عدد الردود 0
بواسطة:
صعيدي وأفتخر
التجربة الفرشوطية
عدد الردود 0
بواسطة:
simo
قبضتى كام ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الظاهر انك لا تعلمين شئ
عدد الردود 0
بواسطة:
رضا لبيب
الظاهر أنك لا تعلم أي شيء ... تعليق رقم 8
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
من أنتم
انتو مين ومين اللي بيدفع وليه وايه الموضوع وليه؟