عندما كتبت فى 4 مارس الماضى "هو إيه الفرق بين شفيق وعصام"، وكنت أقصد الفريق أحمد شفيق ورئيس الوزراء الحالى الدكتور عصام شرف، اعتبر البعض أن هذا نوع من التجديف والكفر بالثورة والتغيير، ولكن بعد مرور حوالى 4 شهور خرجت مظاهرة مليونية فى ميدان التحرير والعديد من الميادين فى المحافظات المختلفة ضد سياسات رئيس الوزراء وضد سياسات المجلس العسكرى.وما كنت أقصده وقتها وما زلت مؤمناً به، هو أن الفخ الأكبر للثورة المجيدة هو أن نتصور أو يصوروا لنا أن تغيير الأفراد سوف يحل كل المشاكل. والحقيقة أن القوى السياسية ومعها وسائل الصحافة والإعلام لعبت دورا كبيرا فى انتشار هذه الأكذوبة، فطالبت بتغيير الأفراد بإلحاح، وشعرت أحياناً أنه رغبة فى انتزاع " تورتة" مناصب ومنافع كان أنصار النظام السابق يسيطرون عليها. وسأعطيك مثالين على ما أقول: - تغير صفوت الشريف وجاء مكانه الدكتور يحيى الجمل، ولكن الأخير عمل بذات الطريقة، فقد اختار رؤساء التحرير الجدد فى المؤسسات القومية فى غرفة مظلمة، ثم عرضها على المجلس العسكري. ولم يعلن للرأى العام معايير الاختيار ولا أعلن كيفية محاسبتهم، ولا أعلن أيضاً أنهم سوف يكونون مستقلين تماماً عنه وعن الحكومة وعن المجلس العسكرى. وكانت النتيجة هى أنه تم استبدال صورة الرئيس السابق من الصفحة الأولى وتم وضع صورة المشير وبقى الحال على ما هو عليه. - تغير وزير الداخلية أكثر من مرة وصولاً إلى اللواء منصور العيسوى، ولعلك تذكر الطريقة التى تم تقديمه لنا بها، وها قد وصلنا إلى أن الرجل فشل فشلاً ذريعاً، وأحيانا أشعر أنه متعمد، فى ضبط الإيقاع الأمنى، واعتدى على المتظاهرين بذات الطريقة التى كان يستخدمها العادلى. ووصل الأمر إلى أنه يبقى على ضباط متهمون بقتل متظاهرون، والبديهى ليس إقالتهم، ولكن وقفهم عن العمل مع الحفاظ على حقوقهم المالية، لحين الانتهاء من الأحكام القضائية. لذلك طالبت وما زلت أطالب بتغيير السياسات، فالبيان الذى أصدره رئيس الوزراء أمس، حلول جزئية على طريقة النظام السابق، وما نحتاجه ليس تغييرا بالقطعة، ولكن تغييرا حقيقيا فى السياسات والآليات والقوانين حتى يمكننا الوصول إلى دولة الحرية والعدل.
موضوعات متعلقة:
هو إيه الفرق بين شفيق وعصام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة