ما نمر به الآن ليس حدثًا عارضًا، ونحن نعى جيدًا أن عددًا ليس باليسير من البلطجية قد استغلوا المظاهرات المشروعة لأهالى الشهداء وبدأوا فى استفزاز قوات الشرطة؛ وذلك لخلق بلبلة أمنية فى الشارع المصرى ردّا على حل المجالس المحلية.
ولكن كان لزامًا على وزارة الداخلية أن تتحلى بالحكمة والصبر وتستخدم مكبرات الصوت، والشيخ مظهر خطيب مسجد عمر مكرم، من الدقيقة الأولى لامتصاص الغضب وللدعوة إلى أنه لا داعى للعنف، لأن الشرطة لن توجه رصاصها إلى صدور المواطنين الشرفاء، وأنها تؤمن بحقهم فى التظاهر السلمى (كما فعل الجيش فى 28 يناير) وفى هذه الحالة كان المتظاهرون سيساعدون الشرطة فى مواجهة البلطجية المندسين.. ولكن كما جرت العادة لم تستطع الداخلية أن تضبط انفعالاتها وتصرفت كما تعودت وتعلمت تاريخيّا!!
منذ أن أرسلت العناية الإلهية، أو الصدفة التاريخية، أو قل الغضب السماوى علينا الدكتور عصام شرف ليصير رئيسًا لمجلس الوزراء، مشكلاً وزارته من أضعف الوزراء الذين عرفتهم مصر باستثناء 4 وزراء، بل ومن أكثر الوزراء تراخيًا وعدم قدرة على التعامل مع المواقف المختلفة بدءًا من ادعائه أنه جاء من التحرير، ومرورًا بأزمة أنابيب البوتاجاز، وطوابير الخبز، وعدم إحكام القبضة الأمنية على البلطجة واستخدامها ضد المتظاهرين، وسياسة الاقتراض بدون تخطيط، ثم التراجع عنها، ومهازل الثانوية العامة، وإهدار المال العام فى وزارة الاتصالات على السفريات إلى الشرق الأقصى وحتى موكبه الفاخر وأزمة جامعة النيل وإهمال وزارة الزراعة.. نجد أن وزارة ساندوتشات الفول والتربيت على أكتاف المواطنين لم تأت بأية خطوة إيجابية واحدة.
لم نر مشروعًا قوميّا تبدأ الوزارة فى إعداده على قدم وساق لترفع المعاناة عن أكتاف الملايين من فقراء مصر، لم نر أراضيَ تُزرع، ولا مصانعَ تبنى، ولا بحثًا علميّا يتم تبنيه صناعيّا واستثماريا، بل لم نر هيبة حقيقية لوزارة الداخلية فى أوكار المخدرات وأماكن تجمع الخارجين على القانون.
كنت من الذين يرفضون الانتخابات البرلمانية فى سبتمبر، ودفعنى الوضع الذى خلقته وزارة شرف إلى المطالبة بتعجيل الانتخابات، كنت من الذين يطلبون من المجتمع المصرى أن يصبر على وزارة شرف ليخطو نحو تحقيق حلم الاستقرار، فدفعتنى وزارته للسعى وراء كشف خطاياهم، كنت ممن يعرفون تاريخه فى أمانة السياسات بالحزب الوطنى، هو ووزرائه، وطالبت بعدم مؤاخذته بما اقترف غيره.
أما الآن فنحن نشير لك بأصابع الاتهام والمسؤولية السياسية عن كل ما مر بمصر خلال أكثر من 100 يوم، هى مدة ولايتك، نحن نشير إليك لعدم قدرتك على إدارة الملف الطائفى فى مصر لبطئك فى اتخاذ القرارات المصيرية لخوفك الشديد من أى شىء للا شىء!!!
لأجل هذا كله نطالبك بالاستقالة الفورية، وبلا أى تأجيل، فإن كنت أمينًا على مصلحة هذا الوطن فلتَعُد إلى صفوف الجماهير فى الشارع الذى جئتنا منه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة