فاطمة خير

ما حدث ليلة أمس ولايزال يحدث هو مهزلة بكل المقاييس

التحرير.. مرة أُخرى

الخميس، 30 يونيو 2011 04:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مؤتمر جماهيرى عظيم فى صيف عام 1992، قال المفكر الراحل خالد محمد خالد، فى نهاية كلمته: «إن مصرَكُمُ تباع بالرخص فاشتروها» ، المؤتمر الذى أقيم فى شارع عبدالخالق ثروت، تنديداً بالإرهاب الذى بلغت عملياته ذروتها ذاك العام، كان حاشداً بحجم حب الجميع لمصر، لم يكن يعرف المشاركون فيه وقتها، أنه على بعد أمتار وفى ميدان التحرير ستسيل دماء المصريين مراراً، وأن مصر ستقف بائسة تستجدى من يشتريها.. ولو بثمنٍ بخس!

ما حدث ليلة أمس، ولايزال يحدث، هو مهزلة بكل المقاييس، أياً كان الفاعل وأياً كان البادئ، والنتيجة المؤكدة مزيد من الضياع للمستقبل القريب، ولننس التفكير فى المستقبل البعيد.
هل يعيد التاريخ نفسه مهما اختلفت الوزارات؟، وهل كُتِبَ علينا أن يكون أبناؤنا ضحايا لضباط الداخلية فى كل زمان؟، من الذى أشعل الفتيل الأول؟ ومن الذى نفخ فى النار ؟ من الذى يتربص لفرصة يجدها عظيمة لتفجير الوضع غير المستقر فى مصر؟ من الجانى؟.. فنحن نعرف المجنى عليه.

هو زمنٌ لايعرف فيه القاتل من قاتله، والقابض على وطنه كالقابض على جمرةٍ من النار، حب الوطن أصبح جريمة، قبل الثورة.. أو بعدها، ربما كنا نعرف قبل 25 يناير من الذى يضرم النار، لكنا الآن نقف عاجزين عن تحديد المجرم، فأصحاب المصلحة فى تدهور الأوضاع.. كُثرٌ، من الداخل كما من الخارج، ومصر أصبحت على صفيحٍ ساخن من جديد، تنتظر من يأخذ بيدها قبل النفس الأخير، والكل يبحث عن فداءٍ لأوجاعه هو، التحرير يعود «ساحة حرب» مرةً أخرى، والضحايا يتساقطون بسرعة، والرصاصات.. نفسها، وأصحاب المصلحة.. عيونهم على نصيبٍ يرجونه من الكعكة، أو هائمون فى أحلام يقظة، وفى المنتصف.. أغلبية تضل الطريق ومجرمون يشعلون كل يوم فتيلاً جديداً.

مصر أعظم من كل ذلك، ومصر ستبقى للمصريين رغم أنف أصحاب المناصب والمصالح، ومن لم يتعلم من الدرس عليه أن يرحل، فلو كان الرصاص هو الحل.. لكان كل شىء قد حُسِمَ من شهور، من يستطع أن يتعامل مع الوضع الصعب الحالى فليبق.. ومن لم يستطع فليحمل عصاه وله منا سلام.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة