محمد منير

احذروا.. الغرض هدف

الخميس، 30 يونيو 2011 09:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانوا يقولون أن الغرض مرض وتطور الأمر بالغرض كما تطور بكل شىء، فأصبح الغرض مجرد هدف يسعى إليه صاحبه المغرض، ونبل الهدف أو خسته أمر حمال أوجه طبقا لمصالح ونوايا صاحبه.

ما علينا.. نخرج من الموضوع.. الناس فى بلادنا ثاروا على الجوع والفقر والنهب والظلم، وبعد دهر من الـ"نعم" المرغمة قالوا "لا" بإرادتهم.. ولكنهم فى غمرة ثورتهم النابعة من الآم سنوات الحرمان نسوا كلمة "كيف؟".

وفى الفراغ الذى تركته "كيف؟" تنموا الأغراض، وينتعش المغرضين الذين يطلق البعض عليهم صفة الحركات المضادة ويراهم البعض صائدى فرص، وربما هم من صعود كل الأزمنة الذين كانوا على قمة هرم الزمن البائد، ويهدفون إلى القفز على قمة الهرم القادم.

فى ميدان التحرير أحداث صاخبة وكلمات غاضبة وعبارات عاقلة وانفعالات صادقة ومستنفعالات كاذبة وتفسيرات كثيرة، منها ما يدخل العقل ومنها ما يزعجه، وفى النهاية فإن جل المشهد جاذب كل الأنظار إلى الميدان، بينما مشاهد مستقبل مصر المهمة والبعيدة عن الميدان، تعانى من الإهمال وعدم الرعاية والاهتمام والتركيز.. وربما هذا هو الغرض.

فى الميدان يرى البعض، أن الثورة لم تُستكمل بعد.. ربما، فى الميدان يرى البعض أن هناك ميوعة وتقاعس فى حساب ومحاكمة الطغاة.. ربما، فى الميدان يرى البعض أن المتظاهرين حمقى، ويكدرون الأمن العام، ويعيقون مسيرة الثورة، والتنمية وحق الآخرين فى الحياة الهادئة.. ربما، فى الميدان يرى البعض الشرطة وقد عادت إلى بطشها القديم وحمقاتها التاريخية.. ربما، وربما.. وربما.. وربما.

ولكن المغرضون الأخطر هم من يلعبون فى أحداث الميدان من غرفة تحكم علوية، فيغذون هذا الاتجاه تارة ويرهبون الآخر تارة أخرى.. يدسون الهواجس بين الشعب تارة ويستفززون الأمن تارة أخرى، يقلقون فئات من الشعب من ثورة وانفعال فئات أخرى.. يزعزون الأمن ويغرون البلطجية بسهولة السلب والنهب والتفاعل المأجور مع الأحداث.. وجهازهم الإعلامى من رجالات صدقوا ماعاهدوا مصالحهم عليه، يشعل الفتن فى كل الأطراف لتتوحد النيران فى اتجاه واحد يدفع البشر المرعوبين غير المدركين للأمر إلى طريق واحد، يتجه بفعل الفزع إلى الحل الاستثنائى بحثا عن الأمن والأمان.

الحل الاستثنائى يا سادة سيريحنا من سؤال الدستور أولاً أم الانتخابات.. لأنه ليس فيه دستور ولا انتخابات.. إنما أحكام عرفية وسلطة غير مدنية.. انتظروا البيان القادم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة