محمد منير

الثورة ليست مشهداً واحداً

الأربعاء، 29 يونيو 2011 09:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما قامت ثورة 25 يناير ووضع شباب مصر رقابهم على أكفهم وتنازلوا عن حب الحياة ومغرياتها وتناسى السياسيون كل خلافاتهم وتوحدت الأمة على قلب رجل واحد وواجه الجميع العنف بالعنف، كان ذلك كله مبرراً ومن أجل مصر، وكانت كل أسلحة الأضراب والتظاهر آنذاك أسلحة منطقية ومبررة ومشروعة.

مشروعية السلاح دائماً ماترتبط بملائمة اللحظة والهدف.. فإذا استُخدم السلاح فى غير هدفه أو ميعاده كانت نتائجه غير محمودة وسلبية.

رحل الطاغية حاملاً وراءه كل مظاهر الخزى والعار، وانهارت أقوى منظومة فساد فى الشرق، ولكن هذا لا يعنى توقف الثورة، فالنظام العام الذى خلفه الفساد والمناخ المتردى الذى تغرق فيه مصر يفرض علينا استمرار الثورة لإحداث التغيير الحقيقى والذى لن يتم بين عشية وضحاها.

مصر تعيش الآن مرحلة انتقالية لا ثبات فيها لسلطة ولا لفكرة ولا لأيدولوجية هى حالة من التفاعل المدفوع بحب مصر ومخاض مصحوباً بآلام ستنتهى حتماً بمولود جديد.

لا أطالبكم بالانتظار السلبى ولكنى أطالب المصريين كلهم بالعمل الإيجابى للإسراع بقدوم المولود الجديد.. والعمل الإيجابى لا يكون بالتوقف على استخدام سلاح واحد للثورة والتغيير وهو سلاح الإضراب والتظاهر، بل المشاركة الايجابية فى الحياة السياسية، التى حُرمنا منها سنوات طويلة، والانخراط فى كل مفرداتها من أحزاب وجمعيات وتشكيلات من أجل استكمال مهام المرحلة الثورية وتحقيق التغيير الحقيقى للنظام والذى أعترف أنه لم يتغير كاملاً بعد.

المشاركة الإيجابية قوة لا يستهان بها، بل إن الاستهانة بها خطورة كبيرة على المجتمع والثورة فى ظل وجود قوى عديدة متربصة للثورة ولمصر.. المشاركة الإيجابية من خلال كل المفردات والأدوات هى الضمانة الوحيدة والأكيدة للتغيير ومحاكمة الفاسدين والنهوض باقتصاد البلاد واختيار نظام حكم ملائم وحماية المصلحة الوطنية.. أما التوقف عند سلاح واحد فهذا نوع من التكلس والاستواء ينذر بالعودة للخلف.

لست ضد الإضراب والتظاهر وعشقى لهما وللأرصفة والشوارع عشق كبير.. ولكن عشقى لمصلحة مصر والمصريين أكبر.. لا تغمدوا سلاح الإضراب والتظاهر ولكن اجعلوه دائماً مشهوراً مرفوعاً منذراً للحظة لاتؤتى فيها بقية الأدوات والجهود الثورية ثمارها ، أمااستخدامه فى غير موضعه أو وقته فهذا تدمير لثورة مصر وابتذال لمعانيها الكبرى.

لا تتركوا الشارع وتعودوا الى بيوتكم بل عودوا إلى المشاركة الإيجابية وحققوا التغيير وانتقدوا ما شئتم من سياسات ومن شئتم من أشخاص وغيروا ما شئتم من انظمة طالما كان ذلك كله من أجل مصر، فلن يمنعكم أحد ولستم مضطرين الى سلاح التظاهر والإضراب والعنف، إلا إذا لزم الأمر وهو مالم يلزم حتى الآن.. فالثورة ليست مشهداً واحدًا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة