محبط مكسور مهزوز مهزوم.. معك حق!
هذا وقت صعب، ولا ألومك ولا أنصحك، لكن قلبى معك، وإذا تمنيت فأتمنى أن يكون قلمى قارباً يحمل كل بائس وكل مظلوم وكل حائر وكل منتظر.. إلى حيث شاطئ يحمل أمانينا وأماننا.
أتمنى لك السعادة من كل قلمى.. ومن أجلها أحاول أن أفكر معك بصوت تسمعه، أن أخفى حزنى وألمى وهزيمتى، فنحن نتشابه حتى نصنع معا شيئا جميلا يغير حياتنا، حياة أكثر حياة!
لا تظن نفسك وحدك الذى تتشابه أيامه، وتتساوى عنده لحظات السعادة مع لحظات الحزن، وتفتقد طعم الأشياء ومعناها، لست وحدك الذى تعيش أيامًا لا نفهمها، صورها معكوسة، كل سعيد فيها ساذج، وكل متفائل.. مجنون، وكل عاشق.. معتوه، وكل ناجح.. فاسد، وكل من يضحك.. خارج عن النص، وكل من ينام بعمق آخر الليل دون كوابيس.. إنسان بدون نقطة دم!
الوقت صعب، مفترق طرق إلى مجهول، كل الطرق غامضة غاضبة لكنها تحمل بعض نور!
أما بعد..
فأنا أؤمن أن لكل نهاية بداية، وكل ليل بعده فجر هادئ مبهج، أؤمن أن فى مراحل الانتظار يجب ألا نموت، يجب ألا نصدق كل عابر سبيل، يجب ألا نفقد قدرتنا على الحوار، يجب أن نحول يأسنا إلى طاقة للتغيير، يجب أن نتصالح مع أنفسنا، يجب الا نفقد عقولنا وقلوبنا، يجب أن نعمل وأن نحاول وأن ننجز، وأن نتحرك للأمام.
فى المراحل الصعبة يجب أن نبدع، يجب أن نفكر، يجب أن نتكلم.
نحن وطن قوى، يملك أجمل وأهم وأروع ما يمتلكه أى وطن: البشر!
مصريون.. نحب هذا البلد حتى العشق، منتهى العشق، نسخر منه.. لكن لا نسكت إذا ضحك أحد عليه، نموت من الإحباط فيه كل يوم.. لكن على استعداد دائما أن نموت من أجله كل لحظة!
مصريون، نلتقى كل صباح فألمح فى الوجوه طيبة مكسورة مجهدة، طيبة شعب يعرف قدره، ينتظر حياة كريمة تصلح حاله، وجوهاً اتهموها ظلما أنها قد تقود ثورة جياع.. مع أنها تعرف تماما أن رزقها فى السماء أطيب وأجمل، وجوها طيبة تنتظر وجها طيبا يقودها إلى حياة تستحقها، فهل يأتى هذا الفارس؟ فارس يحول مصر إلى جنة كما ينبغى لها أن تكون، فارس يعيد للوجوه كرامتها المجروحة وابتسامتها الهادئة وزمانها الجميل، فارس يعيد الكلمة الطيبة إلى أفواهنا الطيبة؟
فى مفترق الطرق.. يريد أعداء الوطن تحويله إلى كوم تراب، إلى مخبأ للفئران، إلى كتلة نار، وكلنا سوف يدفع الثمن إذا تركنا هذا الوطن تحت أى ظرف يتحول إلى فتنة وتيارات وصراعات، للأسف هذا هو ما يحدث تقريبا، تبدو الصورة الآن، كلنا نصرخ ولا أحد يسمع أحداً ولا أحد يفهم أحداً ولا أحد يصدق أحداً ولا أحد يريد أن يتوقف ليأخذ بيد أحد!
أنا محبط مثلك.. لكن على الأقل سوف أقوم بدورى وأكتب عن الحب والأمل والحلم والضوء والنجاح والحرية والناس الطيبة والذكريات والإبداع.
أريد أن أعالج نفسى بنفسى.. وقلمى بقلبى.. وأنقذ ما تبقى عندى من حياة بابتكار حياة أريدها، يجب أن يكون عندى وعندك إرادة نعود بها من اليأس إلى الأمل ومن الإحباط إلى الثقة.
كل يوم يمضى من العمر.. لا يعود، ولأنه لا يعود فأنا أخاف عليه، وأخاف أن أفقد أياماً أخرى فى الانتظار وفى الخوف، أدرب قلمى على أن يرفع رأسه بحثاً عن نور الشمس، أدرب حروفى على أن تصبح قشة تنقذ غريقاً، أدرب أصابعى على أن تكتب عن الحب وترسم بدلا من خيال الظل.. زهوراً وشجراً وقمراً!
لا تجعل أحدًا أى أحد يفقدك رغبتك فى الحياة وقدرتك على الحياة وقوتك من أجل الحياة.
معك عقلك.. قلبك.. عمرك.. فلماذا لا تفكر فى الفارس الذى يعيد لنا معنى الحياة؟!.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة