أعتقد أن الحراك الحيوى من قبل شباب الإخوان يشير إلى أن جماعة الإخوان تعيش مخاضاً صعباً وقاسياً، ليس لأن الاختلاف داخل جماعة سياسية خطيئة، ولكن لأنه فى جوهره انتقال من القديم والجديد، صراع بين منطق التنظيم السرى ومنطق الأحزاب السياسية العلنية، منطق السمع والطاعة ومنطق الحراك والنقاش وحق الاختلاف. الصراع بين كونها جماعة دعوية وبين كونها طوال الوقت جماعة سياسية هدفها الأسمى هو الوصول إلى كرسى السلطة. الصراع بين تيار يريد الاستيلاء على المجتمع، وتيار يريد التعايش مع كل فئات وتيارات هذا المجتمع.
لذلك لم يكن غريباً أن يقرر قطاع من شباب الإخوان المشاركة فى حزب "التيار المصرى" مع ليبراليين ويساريين ومستقلين، التفوا حول برنامج وليس أيديولوجيا. ومن قبل انسحب المكتب السياسى للجماعة من ائتلاف الثورة ورفض الشباب. ومن قبل رفض قطاع منهم الانضمام إلى حزب الجماعة "الحرية والعدالة" لأنه امتداد لنفس آليات الجماعة، امتداد لمنطق التنظيم السرى، منطق السمع والطاعة.
إنه التطور الطبيعى لهذه الجماعة، هذا التطور الذى حاولته من قبل قيادات وأعضاء فيها، منهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لموقع الرئاسة، ولكن للأسف لم تؤتِ ثمارها. وكان السبب أن الجماعة كانت تحت ضغط عنيف، يجعلها تؤجل كل شىء، وتزداد انغلاقاً وسرية. ولكن كل هذا تغير بعد ثورة اللوتس، ولذلك أظن أن تيار الشباب ومناصريهم من الأجيال المختلفة هم المنتصرون، لأن هذه هى طبيعة الحياة، تتقدم للأمام ولا تعود للوراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة