جزء من الخلاص من الذنب هو الاعتراف به، ولذا فأنا أعترف بأنى قد خاصمت كل برامج المساء والسهرة والمكلمة الليلية بعد أن اكتشفت محطة فضائية تمسح عنى هموم الأيام والزمن؛ لأنها تعرض يوميا نسخة متجددة من فيلم كوميدى يشبه تماما فيلم اللمبى ولكن بتصرف، وللحق كنت قد هاجمت فيلم اللمبى فى حينه، غير أنى أعترف بأننى أكتشفت نفسى متلبسة بالضحك منه فى فترات الضغط النفسى الشديد، ولأن من الصعوبة أن أعيد مشاهدة نفس الفيلم كل ليلة فى مثل هذه الأيام التى تضغط علينا جميعا فقد وجدت الحل مع قناة الفراعين وفيلمها اليومى المتمثل فى برنامج مصر اليوم الذى يقوم ببطولته توفيق عكاشة صاحب القناة ومذيعها الرئيسى، فالرجل يقدم وجبة كوميدية تشبه تماما ما قدمه اللمبى فى السينما، فهو يؤدى دورا جديدا على برامج التوك شو الليلية التى يبدو أنه بحث فى دروبها وقرر أن يكون مبتكرا، يتعامل مع الجمهور بمنطق المصطبة اللمباوية، إن جاز التعبير.
توفيق عكاشة يقول كل ما يريد دون ساتر أو مواربة تماما مثل اللمبى الذى كنا نضحك وهو يسب أمه، ولا نستنكر ذلك لأنه اللمبى، فمغفور له خطاياه، ولأنه أثناء هذا السباب يضحكنا، وكنت أتعجب لمَ يتحدث الرجل بلكنة أهل الريف أحيانا وأخرى بلكنة المناطق الشعبية.
ولم يطل تعجبى لأن أى مراقب للمشهد العام سيرى أن كل محطات التليفزيون وبرامجه تحدث فقط أهل المدينة، بل أغلبها يحدث أحيانا طائفة واحدة، متناسين أن سكان مصر 85 مليون نسمة، أغلبهم فى بحرى وقبلى فلاحون ومن مناطق شعبية لا يتحدثون مثل ريهام السهلى أو ريم ماجد أو منى الشاذلى أو يسرى أو معتز أو حتى عمرو.. قرر توفيق عكاشة أن يلعب فى ملعب لا تطأه قدم مذيعين وبرامج أخرى، وهنا تكمن خطورة لمبى الفضائيات لأنه يحدث جمهورا مهملا من الإعلام، ولكنه موجود وبكثرة.
اللمبى فى السينما صنع اتجاها جديدا لشخصية البطل واستطاع لعدة مواسم أن يحصد إيرادات الشباك، ولمبى الفضائيات إن كنت أنا وأنت أو غيرنا نأخذه كفقرة كوميدية فإن هناك آخرين سيأخذونه مأخذ الجد فى زمن الهزل فيه مكلف لنا جميعا، اللمبى على الفضائيات قرر أن يرشح نفسه رئيسا لمصر، فهل هناك من هزل فى الجد أكثر من هذا؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة