محمد فودة

محمد فودة يكتب.. مولد الفتاوى

الإثنين، 13 يونيو 2011 03:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل شىء أصبح مباحا فى مصر الآن.. كل مواطن جعل من نفسه حاكما وقاضيا ومفتيا حتى يطلق فتواه فى كل موضوع بحرية وأكثر المتسابقين لهذه الفتاوى هم هؤلاء الباحثون عن دور وبأى طريقة وبأى ثمن.. فأنت تقرأ عشرات الفتاوى كل يوم عن تطوير المجتمع المصرى بعد ثورة 25 يناير.. لتجد من يطالب بضرورة تطهير البلد من أى رواسب من طوائف أخرى، فإذا سألته: ماذا تقصد؟ يقول: إننى أطالب بضرورة إخلاء الأمة الإسلامية من اليهود..!! ثم نجد آخر يقول للمسيحيين المصريين من يملك جواز سفر أن يهاجر ويترك مصر..!! ثم آخر يطالب بضرورة أن يدفع المسيحيون فى مصر الجزية مقابل حمايتهم.. وكل هذه الفتاوى وغيرها أمور مدهشة لا تصنع استقرارا ولا تجعل المصريين فى حالة أمن داخلى وسلام.. المواطن المصرى حاليا فى حالة من الضياع، وقد اختلطت المعالم أمامه، وكثرت الفتاوى وكثر مرددو الفتوى ما بين صفوت حجازى والشيخ يعقوب والشيخ أبوإسحق الحوينى وعبود الزمر وغيرهم.

بينما الساحة تعج بالأزمات والمشاكل المتراكمة وبعض هذه الأزمات يتعلق بأمن الوطن، فلا أعرف كيف نفسر ما وصل إليه دعاة الفتاوى من حث الشباب من المتظاهرين للوصول إلى غزة وحدود رفح واقتحام القدس لتخليصها من الاحتلال الإسرائيلى.. وتسمية جمعة التظاهر بجمعة الخلاص من الصهيونية..!!.. أى خواء فكرى هذا الذى وصلنا إليه..؟! نحن كلما بدأنا نثق أننا نسير فى الطريق الصحيح، نجد أنفسنا نعود إلى الوراء وندخل طائعين إلى عنق الزجاجة الذى كدنا أن نعبر منه أكثر من مرة.. أيضا نجد كثيرا من الإعلاميين يدخلون مولد الفتاوى بغير علم.. وقد تحول بعض المذيعين إلى محللين سياسيين يفتون فى كل شىء.. إنه إعلام يقود الناس نحو التشتيت وما كان الإعلام يوما مصدرا للتفريق.. الإعلام اليوم أصبح يشكل سلوك الناس بأسلوب خاطئ لأن كثيرا من الإعلاميين يجنحون نحو الديكتاتورية وفرض آراء خاطئة ودعمها بأساليب تصل إلى حد التبجح.. اليوم أنا أتوجه إلى رموز الإعلام ورموز الاعتدال من شيوخنا الأفاضل، وأطلب منهم أن يوجهوا شبابنا إلى الطريق المستقيم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة