كريم عبد السلام

أنت و"المبادرة"؟

الأحد، 12 يونيو 2011 09:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لابد أن يكون عندك مبادرة تستطيع الترويج لها والدفاع عنها فى مصر الجديدة بعد الثورة، فليس من المعقول أن يسألك أصدقاؤك أو جيرانك مبادرتك إيه؟ وترد مثل التلميذ البليد "معنديش"، وليس لائقاً أن تقف فى كمين، ويسألك أمين الشرطة مبادرتك لو سمحت، فيكون ردك "نسيتها"!

المبادرة، يعنى تطلع على شاشة أى فضائية، أو تضرب صفحة فيس بوك وتعلنها مدوية على راحتك، وبدون قيد أو شرط، من أول مبادرة "الأصالة" التى تنادى بالعودة للشنب التركى الذى يقف عليه الصقر، وانتهاء بمبادرة تغيير النشيد الوطنى إلى مطلع السيمفونية التاسعة لبيتهوفن.

إنت كسبان الكثير لو أعلنت مبادرتك، الشهرة والصيت، وإنك تبقى موضوع للحوار والجدل، شوف مثلا مبادرة المليون لحية التى أطلقها عدد من شباب السلفيين، صحيح عارضها الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، انطلاقا من عندنا أولويات علمنا إياها الإسلام، فليس من الحكمة ونحن نعانى انفلاتاً أمنياً وتراجعاً اقتصادياً أن نجعل من اللحى مشكلة وهماً أكبر من همومنا، لكن الشيخ محمد حسان قال لك "أنا مش بس عايز مليون لحية أنا عايز 80 مليون لحية"، يعنى الأطفال الرضع والبنات والنساء والأقباط يلتحوا بالمرة، والداعية الدكتور صفوت حجازى قال لك إن "مبادرة المليون لحية نتاج طبيعى للحرية التى نعيشها، فبعد أن كانت اللحية دليل إرهاب أصبح هناك تسابق على إطلاقها، وتمنى أن تكون هناك مبادرة مماثلة لمليون نقاب".

أين أنت من هذا الحراك الفكرى والنشاط السياسى والاقتصادى الجبار، لو معندكش مبادرة على الأقل أعلن انضمامك أو اعتراضك على واحدة من آلاف المبادرات التى ملأت الشوارع من حولك، عندك مبادرة "كلنا هنشوف مصر" التى أعلنتها وزارتا السياحة والطيران المدنى لتنشيط السياحة الداخلية، انزل شوف "الحيتية وبطن البقرة والتونسى ومدافن الإمام وحارة السكر والليمون وعزبة الهجانة"، صور هذه المناطق وضعها على مكتب وزيرى السياحة والطيران المدنى.

وعندك مبادرة محافظة الإسكندرية "لا تسرع كى تصل أسرع" للالتزام بالسرعة المقررة على الطريق، خذ عربتك وتجول على طريق مصر ـ الإسكندرية الزراعى، وصور بالموبايل عربات النقل والمقطورات وهى تغازل بعضها، وتتسابق فى إحراز أكبر قدر من "الغرز" لإرهاب أصحاب السيارات الصغيرة.

إذا لم تكن عندك إرادة الظهور فى التوك شو الكبير الذى نراه حولنا فى كل مكان بعد الثورة، وإذا كان لديك من الموانع أو الحياء ما يدفعك إلى عدم المشاركة فى سيرك الاستعراض الكلامى المجانى، فعلى الأقل عليك متابعة مشاهير وبهلوانات هذا السيرك، ومحاسبتهم على ما يطلقونه من دعوات فارغة أو شعارات براقة أو تصريحات لمجرد الاستهلاك، ذلك فى ظنى أضعف الإيمان.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة