يوسف الحسينى

مواسم التهافت

الجمعة، 10 يونيو 2011 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل لى الصديق مصطفى النجار عبر البريد الإلكترونى من إيران حين كان مسافرا ضمن وفد الدبلوماسية الشعبية عتابا يوضح عدم ارتياحه للقب أمين تنظيم الثورة الذى أطلقته عليه فى مقالى السابق، وأنه يوم جمعة الغضب الثانية كان فى الإسماعيلية مع أسر شهداء الثورة، كما كان مرتبطا بمحاضرة فى جامعة قناة السويس.. بل التقينا لتبادل وجهات النظر.

وعلقت على ما أدلى به فى مناظرة الأحزاب (مصر كلها تعرف من هو مصطفى النجار وماذا قدم مصطفى النجار للثورة) ردا على تساؤل من سالى توما وكيف تحمل هذه الجملة إحساسا بالزعامة والسمو فوق الملايين!! فليتسع صدرك لنا يا صديقى، إنما نحن نحميكم من أنفسكم ومن بريق قد يعمى روحكم الثائرة ويدفعها للتهافت.

وعلى ذكر زيارة إيران ضمن الوفد الشعبى فقد تابعت ما قام به هذا الوفد، واستلفت نظرى أن إيران ترى فى خطوات التقارب المصرية هرولة واحتماء، ويرى الوفد فى إيران ملجأ لا بأس به للاستقواء أمام الدولة العبرية من جهة وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، وتقع المملكة العربية السعودية على خط تماس المصالح المتبادلة بين القوى الثلاث المذكورة مع التحفظ المشوب بالتوتر مع إيران.

فإذا نظرنا لطبيعة الموقف الإيرانى نجد ظاهره هو التحدى والاستفزاز، ولكن قلب الموقف هو سلسلة من الدفع الإيرانى، لكى تكون سلما تصعد عليه الولايات المتحدة للسيطرة الكاملة على مجريات الساحة الدولية والعربية!! فمن الملاحظ فى الفترة الأخيرة أن إسرائيل أصبحت هى المسيطر الفعلى على الساحة السياسية العربية ضاربة بأمريكا عرض الحائط، ومتحدية لقراراتها خاصة فيما يتعلق بعملية السلام، ولدينا ما نشر مؤخرا من تصريحات نتنياهو وبعض القيادات الصهيونية التى تستنكر فتح معبر رفح وتلوح باحتلال سيناء وعدم العودة لحدود ما قبل 1967، وهو أمر لا تريده أمريكا، ليس من باب دعم مصر أو العرب وإنما رفضا للإملاءات وسياسة لى الذراع، وهو أمر معروف فى التاريخ السياسى الأمريكى، ومن هنا يتوجب على أمريكا تبنى دولة مثل إيران لتكون ذراعا لها فى المنطقة وليس عميلا، فما تقوم به أمريكا الآن هو محاولة لخلق توازن نووى فى المنطقة أمام القوة النووية الإسرائيلية من جهة، ونظرا لموقع إيران الجغرافى والإستراتيجى على الخليج العربى تصبح هى بوابة آسيا الوسطى وصاحبة ثقل نووى أمام باكستان والهند النوويتين من جهة أخرى.. وعلى صعيد آخر يعود رجل أمريكا فى الاتحاد الأوروبى نيكولا ساركوزى فى 19 يونيو ليؤكد لنظيره الروسى ديمترى مدفيديف عن استعداد فرنسا للبدء «بلا تأخير» فى مفاوضات مع إيران حول برنامجها النووى فى إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن هنا وبالتمعن فى الموقفين المعلنين لأمريكا وفرنسا وحجم التضاد بينهما سنكتشف حجم الخدمات التى قدماها لإيران، بل الهدية، وهى أولا أن الرئيس الإيرانى «سيستمتع بطعمها»، لأنها ستسمح له بالظهور وكأنه يتحدى العالم وحيدا وينتصر، وثانيا لأن المعارضة الإيرانية وعلى رأسها زعيمها مير حسين موسوى توافق النظام فى مجال السياسة النووية على الرغم من معارضتها له فى السياسة الداخلية.. ويتضح لنا الآن كيفية الاسخدام الأمريكى لإيران كقوة رادعة وفزاعة للضغط السياسى الإسرائيلى على أمريكا وذريعة لزيادة تسليح الناتو فى وجه روسيا صاحبة الحائط الصاروخى المخيف. والسؤال هنا.. هل يصح أن تبدأ العلاقة المصرية الإيرانية على أساس الارتماء فى الأحضان أم نبدأ فى عرض ما لدينا من أوراق لعب تفيد الشريك الإيرانى وتدعم مواقفه فى المنطقة – فلسطين على سبيل المثال - من باب ألا أمل لديه سوى تقديم مصلحة التقارب المصرى الإيرانى على مصلحة اللعبة الأمريكية الإيرانية خاصة إذا دخلت تركيا فى هذا الثالوث!!.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة