محمد الدسوقى رشدى

الإخوان لديهم الحل

الأربعاء، 01 يونيو 2011 07:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سقط الإخوان فى فخ غرورهم مرة أخرى، حينما تخيّلوا أن إعلان عدم مشاركة الجماعة فى «جمعة الغضب الثانية» أمر كفيل بأن يجعل من الميدان ساحة خالية، وفى سبيل إثبات تلك النظرية فعل مكتب الإرشاد ما يكفى من الجرائم التى تضعه فى قفص واحد مع رموز النظام القديم.

أعادت الجماعة إحياء بعض الألفاظ الجرائمية، مثل الأجندات الخارجية والاستقرار، وغيرها من المصطلحات الفخمة الضخمة الفضفاضة التى ألقاها الإخوان من تحت الترابيزة كما كان يفعل نظام مبارك، ولأن الجماعة لم تتمرس هذا المنهج بعد، جاء الخطأ البسيط فى ذلك الخبر الذى نشره الموقع الرسمى «إخوان أون لاين» بعنوان (حضور ضعيف فى جمعة الوقيعة) تصحبه صورة لميدان التحرير خاليا تماما، فى الوقت الذى كانت فيه شاشات التليفزيون تنقل صورا حية للميدان وهو يكتظ بآلاف البشر، وهى نفس الطريقة التى كان تليفزيون الدولة يستخدمها لمعالجة مظاهرات 25 يناير. جريمة الإخوان اكتملت أركانها بتلك الحرب النفسية البشعة التى شنها مكتب الإرشاد على شباب الجماعة الذين كسروا حاجز السمع والطاعة، وأصروا على استكمال ما بدأوه فى ميدان التحرير حينما شعروا بأن شيئا ما فى مسار تلك الثورة قد ارتبك أو أصابه بعض العوار.

فى مقابل الخطأ الإخوانى أخطأت القوى والأحزاب الجديدة حينما تخيلت أن الخسارة التى تكبدتها الجماعة بسبب موقفها من «جمعة الغضب» أمر كاف لأن يهبط بسهم تفوقها الذى يرشحها لاكتساح الانتخابات البرلمانية القادمة، وخيال القوى السياسية الجديدة هنا كان مريضا وكسولا أكثر من اللازم، لأنه اعتمد على أخطاء الخصم دون إلحاق ذلك بنزول قوى إلى الشارع الذى سيطرت عليه الجماعة تماما بعد 25 يناير، فى خطوة ستندم كل القوى السياسية عليها حينما يحين موعد وقوف الناخب أمام الصندوق.

الإخوان وحدهم تعلّموا درس الاستفتاء وتركوا القاهرة تخوض فى تفاصيل من ذهب ومن جاء، وألقوا بثقل جهدهم فى المحافظات والأقاليم حتى أصبح للجماعة فى خلال تلك الفترة القصيرة جمعية خيرية فى كل قرية، بينما اكتفى الإخوة الثوار، شباب الائتلافات، بالظهور التليفزيونى والخناقة على من يرد على مكالمة المجلس العسكرى أولا. اسأل معارفك فى القرى والنجوع عن نشاط الإخوان وستجد لديهم إجابات حول القوافل الطبية المجانية والمساعدات الخيرية وستجد إجابة أغرب وأعجب تتعلق بسيارات أنابيب الغاز التى تطوف القرى حاملة شعار الإخوان الجديد «نحمل الخير للناس»، وتبيع الأنابيب النادر وجودها فى السوق بأسعار رمزية جدا، والعجب فى تلك النقطة تحديدا يتعلق بسؤال يقول: من أين جاء الإخوان بكل تلك السيارات المحملة بأنابيب الغاز المخفّضة السعر، فى الوقت الذى نعتبر فيه المواطن الذى يحصل على أنبوبة واحدة بعد صراع دموى فى الطوابير بطلا قوميا؟ هل يمكن أن أعتبر كل تلك التسهيلات مكافأة على موقف الجماعة من جمعة الغضب الثانية، ومن المجلس العسكرى عموما، أم شطارة إخوانية فى وضع الخطط، والقدرة على التواصل مع الناس، أم الاثنان معا؟!.. أتركك لعقلك قبل ضميرك!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة