ما حدث فى إمبابة مساء أمس السبت حرب أهلية بين المسلمين والمسيحيين بكل المقاييس ، ولا يجب أن نضع رءوسنا فى الرمال وأن نخفف أو نلطف ما حدث ونصفه بأنه مجرد مشاجرة أو "لحظات شيطان" وأن الأمور سترجع كما كانت فى أسرع وقت .
لكن علينا ونحن نتمنى عودة التسامح والتعايش بين أهالى إمبابة ،أن نسأل الأسئلة الأساسية التى تؤدى بنا لمعرفة أسباب ما حدث ومنع تكراره فى المستقبل، وأول هذه الأسئلة، لماذا تجمهر آلاف السلفيين أمام المبنى التابع لكنيسة مارمينا بإمبابة محاولين اقتحامها؟ هل أصبح عموم السلفيين حراساً على القانون وموكلين بتنفيذه ؟ ولماذا ذهب الشاب الذى ادعى اختطاف زوجته للسلفيين وليس إلى قسم الشرطة ؟
ثانيا ،كيف انتشرت الأسلحة النارية بدون ترخيص بين المواطنين لدرجة اشتعال حرب شوارع فعلية وسقوط عشرة قتلى وعشرات المصابين ؟
ثالثاً: من الذى يتحمل مسئولية هذه الحرب الأهلية ؟ أهو الشاب الذى أدعى اختطاف زوجته التى أشهرت إسلامها وإخفاء الكنيسة لها أم السلفيون الذين أرادوا اقتحام الكنيسة، أم الشيوخ والقساوسة المسئولين فعلياً عن حالة الاحتقان غير المسبوقة بين المسلمين والمسيحيين والتى نعانى بسببها من مخاطر تفجير المجتمع؟
فى ظنى أن كل هؤلاء مسئولون بالإضافة إلى مسئولية أجهزة الأمن بالقطع عن السماح بانتشار هذا الكم الرهيب من الأسلحة النارية فى أيدى المواطنين بالمخالفة للقانون.
إذا أردنا الإنقاذ حقاً وعدم خداع أنفسنا، فإن علينا البدء فوراً فى مجموعة من الإجراءات على الأرض، وأولها إعلاء دولة القانون، بمعنى تطبيق القانون بحذافيره على الجميع ، ومحاسبة كل من يخطئ أيا كان ، فلا مجال فى هذه اللحظة الخطرة للتمييع والحلول العرفية وتدخل من لا ناقة لهم ولا جمل ليحلوا محل الدولة فى التصدى لأولى مهامها وهى فرض القانون على الجميع.
فرض القانون على الجميع يتضمن وقف مهزلة التحريض التى يقوم بها شيوخ السلفيين وكهنة الكنيسة فى خطبهم وعظاتهم ، فالأمر لا يحتمل شطحات المتعصبين من الجانبين، وعلى كل من يرتكب جريمة التحريض أو تهييج الجماهير أن يحاسب جنائياً بتهمة تعكير السلم العام، ولا أظن أننا فى حاجة لحرب أهلية على نطاق واسع حتى نكتشف أننا فقدنا ما يجعل المجتمع مجتمعاً بسبب خطبة غير مسئولة أو عظة مليئة بالتعصب!.
ضمن الإجراءات المطلوب فرضها على أرض الواقع أن يعرف كل مواطن واجبه مثلما يعرف حقوقه ، فالمواطن ليس من واجبه فرض القانون بيده ،ولا حمل السلاح بدون ترخيص رسمى، ولا تكوين مليشيات لفرض وجهة نظر معينة، ورجال الشرطة مسئولون عن حفظ الأمن فى الشارع وعليهم مسئولية وواجب تجاه المجتمع، عليهم أن يضطلعوا بها وكفى تراخياً وانسحابا ً.
إذا لم يعرف كل منا واجبه مثلما يعرف حقه، وإذا لم نساعد جميعاً فى إعلاء دولة القانون، فعلى البلد السلام.
أخبار متعلقة:
سلفيون يحاصرون كنيسة بإمبابة للمطالبة بإعادة فتاة مسيحية أسلمت
مصادر: اشتباكات إمبابة بسبب فتاة تدعى "عبير" من أسيوط وأسلمت
وصول مدرعات وسيارات مصفحة للسيطرة على أحداث إمبابة
العيسوى: لابد من التعامل بحزم مع أحداث إمبابة لوأد الفتن
أحداث الشغب بإمبابة تحولت إلى حرب هتافات بين المسلمين والمسيحيين.. الأهالى اضطروا لنقل المصابين بسيارتهم الخاصة والدراجات البخارية.. المتجمهرون يحطمون مقهى ملك قبطى وسيارة شرطة وأخرى ملاكى
العريان: يجب الضرب بيد القانون على أيدى مثيرى الفتنة
مئات السلفيين يحتشدون أمام كنيسة مارى مينا
مصدر أمنى: مستشفى الموظفين بإمبابة تستقبل قتيلا و27 مصابا
حريق بكنيسة العذراء بإمبابة.. وشهود عيان: البلطجية أشعلوها
"الداخلية" ترسل قوات أمن إضافية وسيارات مصفحة إلى إمبابة
جهاز الأمن العام يعقد اجتماعا عاجلا.. ولجان شعبية بإمبابة
أسقف عام الجيزة: "الأيدى السوداء" وراء حادث "إمبابة"
أئمة المساجد بإمبابة يدعون الشباب للعودة إلى منازلهم
مفتى الجمهورية يستنكر أحداث إمبابة ويطالب بتدخل المجلس العسكرى
مستشفى إمبابة: 6 حالات وفاة و122 مصابا فى أحداث الشغب
الأجهزة الأمنية تغلق كافة الطرق المؤدية إلى إمبابة
شباب الأقباط يشكلون دروعا بشرية لحماية كنائس إمبابة
اعتقال متورطين بأحداث "إمبابة".. والقتلى 6 مسيحيين و5 مسلمين
بالفيديو والصور.. التغطية الإخبارية الكاملة لأحداث "فتنة إمبابة".. الحصيلة 11 قتيلا وعشرات المصابين.. واحتراق كنيسة وتدمير ممتلكات عامة وخاصة.. والشباب القبطى يشكل دروعا بشرية لحماية الكنائس
تجمهر مسلمى إمبابة أمام الكنيسة عقب صلاة الفجر
شيخ السلفيين بإمبابة: قصة الفتاة المسلمة المحتجزة بالكنيسة كذبة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة