سعيد شعيب

وحاقد كمان على أولاد الأساتذة واللواءات

الأربعاء، 04 مايو 2011 12:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما زلت أذكر هذا الشاب التافه المغرور، الذى يتعامل مع الناس على أنه وكيل نيابة، رغم أنه رسب عدة مرات ورغم أن والده اضطر إلى نقله لجامعة عربية خاصة يدرس فيها الحقوق، فالولد متأكد أنه سيكون بالفعل وكيل نيابة مرموقا، ومع الأيام سيكون قاضياً "يحكم عليا وعلى حضرتك"، بل ومن الممكن أن يصدر أحكاماً بالإعدام (تخيل).

لكن الحقيقة أيضاً أن التوريث فى بلدنا لا يقتصر على القضاء، فعندك أبناء اللواءات وكبار الضباط أولادهم لهم أولوية فى دخول كليات الشرطة، ولهم أولوية فى الحصول على أفضل الامتيازات وأفضل فرص الترقى، والخدمة فى الأماكن التى يسمونها "طريه وفلوسها حلوه"، فيذهبون إلى المدن السياحية، أو فى قطاعات الوزارة الناعمة.

ذات الكارثة ستجدها فى الجامعات، فأبناء الأساتذة لهم الفرصة الذهبية فى التعيين معيدين، وهناك من زور الامتحانات لأولاده، فهم لهم الفرصة الذهبية فى الترقى والحصول على الماجستير والدكتوراه وغيرها وغيرها، وهو ما سوف تجده فى الوزارات المتميزة مثل الخارجية، ولعلنا جميعا نتذكر الشاب الذى انتحر من على كوبرى قصر النيل، لأنه رغم تفوقه، فقد تم رفضه بسبب "الهيئة الاجتماعية"، أى لأنه من أسرة فقيرة.

وستجد ذات الأمر فى وزارات مثل البترول، بل وفى مؤسسات إعلامية وصحفية، وهناك أماكن مغلقة تماماً لابد أن يكون والدك أو واسطتك كبير كبير، مثل جامعة الدول العربية، ولو كانت الحكومات المتوالية بما فيها الحالية تحترم الحق فى الحصول على المعلومات، وتمكنت من الحصول على أسماء العاملين فى مختلف المؤسسات، لتوصلت بسهولة، إلى أن التوريث لم يكن أبداً مشكلة مبارك وحده، ولكنه كان للأسف ثقافة سائدة.

لعلك تذكر هذا العدد الكبير من العاملين فى التليفزيون الذين تظاهروا فى أعقاب الثورة مباشرة، مطالبين بتعيين أبنائهم، ولم يكن غريباً أن المسئولين وافقوهم تماماً وأكدوا لهم أن هذا سيتم فى أقرب فرصة، فقد تواطأ المجتمع مع بعضه على هذه الجريمة الكبرى وكأنها أمر عادى خالص.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة