التعبير استخدمه الدكتور رفيق حبيب فى حواره مع الزميل العزيز أحمد الخطيب فى جريدة "المصرى اليوم" أمس، والمناسبة أنه أصبح نائباً لرئيس حزب الحرية والعدالة الذى أسسته جماعة الإخوان. وهذا ليس مجرد تعبير عابر، فقد كرره أكثر من مرة، وهو مؤشر على منهج تفكير. فهو يقسم البلد إلى فسطاطين، الجماعة المسيحية وجماعة الإخوان المسلمين. وهذا خطر لو تعلمون رهيباً، لأنه انطلق من فكرة خاطئة، وهى أن رافضى الخط السياسى للإخوان هم المسيحيين فقط، وهذا غير صحيح، فهناك قطاعات لا يستهان بها من المسلمين يرفضون تماماً نموذج الدولة التى يدعو إليها الإخوان. ناهيك عن أن مصر ليست فقط مسيحيين ومسلمين، فمن بين مواطنيها من لهم ديانات وعقائد أخرى.
هذا أولاً وثانياً أنه جعل الصراع السياسى دينياً، وهذا ما يفعله الإخوان بالضبط، فيتهمون مخالفيهم بأنهم خارج حظيرة الدين، ويمكن للدكتور رفيق الرجوع إلى سيل تصريحات صبحى صالح القيادى بالجماعة على سبيل المثال، والتى تؤكد دون أى شك نوع الدولة الدينية التى يدعو إليها الإخوان، وحتى يمرروها يستخدمون تعبيرات فضافضة من نوع دولة مدنية ذات مرجعية دينية، لكن ساعة الجد يصبحون كلهم صبحى صالح.
المغالطة الثالثة أن الدكتور رفيق وهو مسيحى بروتستانتى، يرى أن الضحية هو المخطأ، فالذين يرفضون دولة الإخوان، من مسيحيين ومسلمين وغيرهم من المصريين، هم المخطئين، لأنهم لم يقتروا من هذه الجماعة حتى يعرفونها على حقيقتها، فى حين أن أفكار الجماعة وممارستها معروفة ولا تحتاج لأن نكون فى حضنها، ولا أن نكون قيادة فيها.
الأغرب فى حوار الدكتور رفيق وهو كاتب مرموق، هو كل هذا التماهى فى الجماعة، فلا فرق بينه وبينهم كما حاول أن يوحى فى حواره، ولم يقل لنا ما هى التغييرات التى أصابت الجماعة بسبب علاقته بها الممتدة سنوات وسنوات. ولذلك كان طبيعياً ألا يقترب من النقاط الجوهرية، وهى أن الدولة التى يتبناها الإخوان لا تحترم حقوق مواطنة متساوية لكل من يعيشون على فى هذا الوطن، ولا تحترم الحريات العامة والفردية، بالإضافة إلى أنهم لا يملكون برنامجاً سياسياً لحل مشاكل البلد وتحقيقاً لمستقبل يستحقه كل المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة