"الشعب والجيش إيد وحده" شعار يحرص على تطبيقه كل مصرى، فثورتنا المباركة كان من أهم عوامل نجاحها وقوف الجيش المصرى بجوارها، ورفضه لتنفيذ أوامر الطاغية مبارك له بضرب المتظاهرين، كما يحسب للجيش موقفه البطولى من محاولة انقلاب بعض رجال الحرس الجمهورى، وتصديهم للمؤامرة الخبيثة التى كانت ستطيل من بقاء هذا النظام الفاسد جاثماً على صدورنا، وهذا التقدير لموقف الجيش شارك فيه كل شباب الثوار الأبطال، الذين حرصوا على تفويت الفرصة على فلول الوطنى وزبانية النظام البائد، ووئدوا محاولتهم لبذر الانشقاق بين الشعب والجيش.
كما لابد أن نؤكد على حق الجميع فى التعبير عن ما يشعر به من مخاوف على مكتسبات الثورة، لذا أرى أن من حق شباب الثورة التظاهر السلمى اليوم فى ميدان التحرير للتأكيد على مطالب الثورة، والتشديد على سرعة محاكمة رموز النظام السابق، وعلى رأسهم مبارك وأسرته، والقصاص من قتلى شهداء الثورة، حتى يستشعر الجميع بالعدل.
لكن ما أرفضه أن يدخل أى فصيل سياسى فى مواجهة مع الجيش، أو يحاول الاحتكاك برجاله، ولعل الخلاف الذى دب بين القوى السياسية من المشاركة فى جمعة الغضب الثانية يعود لهذا السبب، فوجدنا الإخوان يعلنون مقاطعتهم لأى مظاهرات أو دعوات للخروج غداً الجمعة، وحذا حذوهم السلفيون والطرق الصوفية الذين أعلنوا المقاطعة التامة.
كما لابد أن يحترم الجميع نتائج الاستفتاء الذى شارك فيه أكثر من 18 مليون مصرى، فلا يصح أن يطالب بعض شباب القوى السياسية بوضع دستور جديد لمصر قبل الانتخابات التشريعية، أو تكوين مجلس رئاسى أو تأجيل الانتخابات البرلمانية، لأن ذلك يخالف قواعد العمل السياسى، وعلينا جميعا أن نتفق على أن نتائج الصندوق الانتخابى تحكم الجميع، ولا يجوز الالتفاف عليها أو تجاهلها، وإلا وجدنا فى المستقبل كل من لا يعجبه نتائج الديمقراطية ينزل لميدان التحرير ويتظاهر، وبذلك يدخل الوطن فى نفق مظلم سيكون فيه الغلبة للصوت العالى وفرض الإرادة بالتظاهر، وتضيع مؤسسية الدولة، ويُغتال حلم الديمقراطية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة