أرجو ألا يغضب القارئ الكريم، فهذا حق ديمقراطى، والديمقراطية لا تعنى حق اتجاه واحد فى التعبير عن نفسه، ولكن تعنى أن تستطيع كل الاتجاهات التعبير عن نفسها، طالما أن أفكارها لا تدعو للعنف أو القتل أو الإرهاب وطالما أنها تعبر عن نفسها بطرق سلمية ديمقراطية.. ولذلك كلما وجدت مظاهرة تأييد للرئيس السابق حسنى مبارك، حتى لو كانت بالعشرات، أقول إننا نقترب من أن نكون بلداً طبيعية، يعبر فيه كل الناس عن أفكارهم بشكل سلمى ديمقراطى دون خوف ودون ترويع.
صحيح أن مقولة الفيلسوف الفرنسى فولتير تبدو رومانسية، ولكن أظن أننا بحاجة للتمسك بها، فقد قال إنه على استعداد لأن يدفع حياته ثمناً لكى يقول المختلفون معه آراؤهم. ولذلك انزعج جداً من الاعتداء على مناصرى الرئيس المخلوع، واعتبر هذا خيانة للأفكار العظيمة التى خرج الثوار فى 25 يناير دفاعاً عنها ومطالبين بها، وأعظمها على الإطلاق الحرية، وهنا الحرية لا تعنى حريتنا نحن فقط، ولكن الاختبار الأصعب لها، هو أن يعيش فى ظلها خصومنا السياسيين.
لذلك دعنى أقل إن الأفكار التى تطالب بعمل حظر سياسى لأعضاء الحزب الوطنى لا يجب تأييدها. وكذلك المطالبات مثلاً بحل اتحاد العمال الرسمى، ففى الحقيقة هى أفكار مخلوطة بالاستبداد، وتجعلنا نشبه النظام السابق، بل ونشبه كل الديكتاتوريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة