المشهد الطائفى الذى كسا منطقة إمبابة، يؤكد لنا أن مصر تواجه خطرا كبيرا، وأصبح استقرارها وأمنها فى مهب الريح، وعلينا جميعا، مسلمين ومسيحيين، أن نتحرك سريعا قبل فوات الأوان لإنقاذ هذا الوطن، من مخطط شيطانى يدبر له مجموعة من الأفاعى الخانسين فى جحورهم، الناشرين سموهم بين الحين والآخر للانتقام من ثورتنا المباركة، الساكبين للبنزين على نيران الجهل بتسامح الأديان السماوية ووسطيتها.
إنها مجموعة تواصل ليلها بنهارها من أجل نشر الفزع والهلع بين أبناء المجتمع المصرى، وتحاول ان تعود بعقارب الساعة للخلف، ضاربة بكل قوة على أوتار الفتنة الطائفية، مستغلة بعض البيئات الاجتماعية البسيطة، التى من الممكن أن تخيل عليهم النبرات الطائفية، ومستغلة أيضا التطرف والتعصب الطائفى الأعمى لدى بعض الشباب من الجانبين لتنفيذ مخططاتها، من أجل عدم استكمال عقاب الفاسدين الذين تسعى ذيولهم الآن لتعطيل محاكماتهم، وذلك من خلال إشعال نار الفتنة لإلهاء المصريين عن استكمال مهام الثورة، والنهوض بالوطن.
والحل الجذرى لهذه المهازل الطائفية التى هى غريبة عن طبيعة مجتمعنا المصرى، الضرب بيد من حديد على الأيادى المتورطة فى هذه الأحداث، وبترها بأسرع ما يمكن، وأيضا مراقبة ضباط أمن الدولة السابقين، فإن هذه الأحداث تحمل بصماتهم بوضوح، خاصة أنهم أول المتضررين من الثورة، وعلى علاقة قوية بذيول النظام السابق وقيادات الحزب الوطنى المحظور قانونيا، ولعل ما تناقلته الصحف عن تورط رموز هذا الحزب الفاسد فى أحداث إمبابة، خير دليل على أن هذه الفتنة مدبر لها بإحكام.
وأرى أن على الداخلية أن تقوم بدورها الفعال فى مواجهة ملف الفتنة، وأن تطهر أجهزتها من ذيول العادلى ومبارك، وتقوم بواجبها فى التصدى لهذه المخططات، ولا ترمى بالحمل كله على القوات المسلحة، فكلنا يلحظ حالة التراخى من قبل العاملين فى هذا الجهاز، الذى يحاول بعض قياداته تأديب الشعب من خلال ترك الفرصة للبلطجية والمتطرفين أن يعبثوا بأمن واستقرار مصر، وعليهم أن يختاروا ما بين العمل الجاد والقيام بكامل مهامهم، أو الرحيل الفورى وترك الفرصة لضباط وطنيين يحرصون على حماية هذا البلد.
كما على وسائل الإعلام المختلفة أن تلتزم بالقيم المهنية، وألا تزج بالسلفيين فى كل حادث فتنة طائفية، فقد أكدت تحقيقات النيابة براءتهم من حادث قطع الأذن، وأيضا وجدنا قياداتهم يرفضون أحداث فتنة إمبابة، وتتوالى الأحداث لتؤكد لنا تورط مجرمى الحزب الوطنى فى هذه الأحداث، لا نريد أن يكون هناك شماعة نعلق عليها إجرام ذيول النظام السابق، وأيضا نرفض أن نستحدث فزاعة جديدة ليخوف بعض العلمانيين واليساريين المجتمع بها من الأفكار الإسلامية.
وليعلم مسلمو ومسيحو مصر، أن إسلام شخص لن يضيف للمسلمين أو يقلل من الديانة المسيحية والعكس، لكنها حرية اعتقاد سمح الله بها لكل عباده.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة