مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استاء عندما رأى العدد الأول من المجلة، فقد كانت سيئة الطباعة والورق، والأسوأ منهما كان الإخراج الفنى والتوضيب، ومع ذلك لم يوبخنا، ولكنه قرر وهو الخطاط الكبير أن يكتب بيده عناوين العدد الثاني، ويتولى بتواضع الكبار التوضيب، وهو ما جعل الثانى بتحفة فنية، نتباهى بها وسط من نعرفهم.
هو الأستاذ إبراهيم عراق، ولم يكن هذا فضله الوحيد، ولكنه صاحب أفضال، أهمها على الإطلاق إنه جعلنا، محمد القدوسى وناصر عراق وكاتب السطور، نصدق أنفسنا ونصدق أن مجلة "أوراق" التى أصدرناها "مش لعب عيال"، ولكنه أمر يستحق الاحترام، وأن لدينا موهبة ما لابد أن ننميها ونطورها بالجهد والقراءة والثقافة.
كان الأستاذ إبراهيم، الذى رحل عن دنيانا منذ أسابيع قليلة، يفعل ذلك بابتسامة ودودة ودون أن يفرض علينا رأياً، بل وكان يتحمل نزقنا ويتحمل تبجح أعمارنا التى لم تتجاوز الثامنة عشر، وهو المثقف الكبير فى الثامنة والثلاثين تقريباً، لكنه أرادها مناقشة الأنداد، المناقشات التى تبنى عقولاً ولا تصنع عبيداً.
لم يكن الأستاذ إبراهيم وحده صاحب الفضل فى هذا البيت، فهناك أيضاً والده الأستاذ إبراهيم والسيدة زوجته، رحمهما الله، اللذان تركا بمحبة هما وباقى الأسرة "غرفة الجلوس" لفريق المجلة، يعملون ويصيحون ويأكلون ويشربون ويتناقشون مع الأستاذ إبراهيم وابنه الأستاذ فكوى فى كل شىء وأى شىء.
لقد اعتبرت هذه الأسرة أن ناصر صار له أخان هما محمد وسعيد ومعهما هذه المجلة الوليدة. وعندما طلبتنا ونحن فى هذا السن الصغيرة مباحث أمن الدولة فى شبرا الخيمة، ذهب معنا الأستاذ فوزى عراق ولم يتركنا وحدنا،بل ودعنى أقول أن هذه الأسرة لم تتركنى أبداً فى أى لحظة فى حياتي، ظل بيتهم حضناً لى عندما كنت أبيت فى الشوارع، وظلت قلوبهم حصناً يحمينى من العواصف وعقولهم سنداً لم يخذلني.
إنها الأسرة التى كتب الله لى أن ألقاها حتى أكون كما أريد.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة