لم يعلم أحمد عز أن دعاءه فى آخر جلسات برلمان 2005 سيستجاب له من السماء، فقد وقف عز مهدداً نواب لإخوان، مؤكداً لهم أنهم لن يروا قبة مجلس الشعب بعد انتهاء الدورة البرلمانية فى 2010، وقد رفع يده للسماء متهكماً "اللهم أورثنا مقاعد الإخوان"، وزاد فاسد الحياة السياسية فى مصر من تهديده ووعيده بأن الإخوان ستعيش أيام سوداء.
وبعد مرور شهور وجدنا دعاء عز يستجاب له، فقد أبدله الله وهو وزمرة الحزب الوطنى ونظام مبارك الفاسد أماكن الإخوان وشرفاء الحركة الوطنية فى ليمان طره، وتحولت زنازين المعتقلين السياسيين والإخوان لزنازين قيادات الوطنى، وتحول الحزب الوطنى من حزب حاكم لحزب منحل، وحمل لقب الحزب الوطنى المحظور قانوناً، وزاد بلاء عز ورفاقه بفضح ممارستها السياسية، وإثبات التحقيقات لنهبهم المال العام.
ما ورد على بال عز وجمال مبارك وطغاة الوطنى فى يوم من الأيام أن يكونوا فى مكان القوى السياسية بالسجون، مع الفارق بين من زج به فى ظلمات السجون ظلما وبهتانا، وبين من يسجن عدلا وقصاصا، لكنها إرادة الله التى تنتقم من الظالم، وترد الحقوق للمقهورين الذين ذاقوا الويلات من الطغاة، وهم ثابتون على مبادئهم، مضحين بكل غالى من أجل استرداد الحرية لمصر والمصريين.
وكان من المواقف التى أثارت إعجابى تلك المقابلة التى جمعت بين القيادى الإخوانى حسن مالك، ووزير الداخلية السابق المجرم، قاتل الثوار حبيب العادلى، حيث قام مالك بسؤال العادلى مجموعة من الأسئلة عن أسباب عدم تفكيره، ولو للحظة، فيمن زج بهم فى السجون ظلماً واضطهاداً، بسب تفانيهم فى الدفاع عن حقوق المصريين السياسية، وشعوره بعد أن ذاق من الكأس الذى أجبر معارضيه على الشراب منه، وقد دفعت هذه الأسئلة العادلى إلى السقوط على الأرض والتزام الصمت، معترفاً بصوت الحال بكل جرائمه.
إن ما حدث لعصابة مبارك والطغاة لعبرة لمن لديه ذرة من عقل، فهذا هو نصيب كل فاسد وطاغٍ تجاهل حقوق شعبه، وصدق ربى عز وجل الذى قال: ".... الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ"، "ولاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُُ"، وقوله: "..... وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة