بالرغم من المشهد الحضارى الذى ضم كل ألوان الطيف السياسى من أقصى اليمين لأقصى اليسار والمستقلين، بميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير المباركة، وبالرغم من اتفاق الجميع على أن مصلحة مصر فوق الجميع، وأن لكل فصيل سياسى له الحق فى ممارسة نشاطه حسب أهدافه ووسائله كيفما شاء، لكن وجدنا كثيراً ممن ينتمون للتيار الليبرالى والعلمانى وبعض أجنحة اليسار فى الآونة الأخيرة، يشنون حملة تشويهية للتيار الإسلامى وعلى رأسه الإخوان المسلمون، بهدف إقصائهم عن الساحة السياسية.
وقد استغل هؤلاء وسائل الإعلام المختلفة، وانتشروا فى الفضائيات والصحف التى تدعى أنها مستقلة، منذرين ومحاولين إقناع الشعب المصرى بخطر هذا التيار، وتمثلت هذه الهجمة فى لصق اتهامات باطلة للإخوان، كالتشدد والتطرف وإجبار الناس على عبادات وسلوكيات إسلامية متشددة، بل وعادوا إلى الاسطوانة المشروخة التى كان يرددها قيادات الحزب الوطنى المنحل، باتهام الإخوان والإسلاميين بالظلامية والرجعية، بل ووصل الأمر ببعضهم لاتهامهم بالتكفير غير الصريح، ومنهم من اتهم الإخوان بأنهم وضعوا عموم المصريين فى موقف المضطر للدفاع عن عقيدته أولاً ثم إجبارهم على الجدل انطلاقا من أرضية دينية حتى فى القضايا السياسية.
ووجدنا تسليطاً إعلاميا على أى خلافات فى الرؤى داخل الجماعة، رغم أن ذلك أمر طبيعى، فجماعة أفرادها يجاوز عددهم 2 مليون، ومن الطبيعى أن تحدث خلافات فى الآراء بينهم، بل ومن الممكن أن يستقيل بعض أعضائها، لكن طالما أن جسم الجماعة سليم والثقة قائمة بين الأفراد وقيادتهم، فهذه المؤسسة إذاً تتمتع بقوة تنظيمية ووحدة صف تحسد عليها، لكن أن يصور بعض الإعلاميين مؤتمر شباب شارك فيه 150 شاباً إخوانياً على أنه نهاية الإخوان، متناسين أن هناك أكثر من مليون شاب يؤيد جماعته ومتمسك بقيادته، فذلك دليل على عدم تفعيل قيم مهنة الإعلام السامية وآدابها، وأن يحاول بعضهم استغلال اختلاف 4 قيادات مع الجماعة، ويصوروه على أنه زلزال هز الإخوان، متناسين أن قيادات الجماعة كلهم على قلب رجل واحد، فذلك لا يعد إلا تغليب الأيدلوجية والانتماء الفكرى للإعلامى أو الصحيفة على أسس وقواعد المهنة.
ولا أدرى من أين يأتى هؤلاء بكل هذه الاتهامات الزائفة، وكيف لهم أن يحاولوا إقصاء فصيل وطنى، ويتقمصوا دور الحزب الوطنى البائد الذى قام بنفس الدور المشبوه على مدار 30 عاما، وتناسى الليبراليون مبادئهم التى يتشدقون بها، ومنها قبول الآخر والمحافظة على حقوق الإنسان، وإتاحة الفرصة للجميع، لكن مادام الأمر يرتبط بفصيل إسلامى، فلتسقط كل المبادئ ولتختفى كل القيم الإنسانية، وليحكم على من يخالفهم بالإعدام السياسى.
ولابد أن نكون أكثر صراحة، فما يقوم به هؤلاء من دور مشبوه فى سكب التراب على الإسلاميين، يعود لشعورهم بالتأييد الكبير من المصريين للإخوان والإسلاميين وبرامجهم الإصلاحية، وعدم استطاعتهم المنافسة فى الشارع السياسى، واختفاء برامجهم السياسية من الواقع المصرى، فبدلاً من أن يتعلموا من الإخوان كيفية الالتصاق برجل الشارع، وفن الوصول لعمق المجتمع والتواصل معه، ذهبوا للسباب والعويل وتشويه صورة المنافسين لهم.
ومما يصيبنى بالدهشة خلال المرحلة الأخيرة ما قام به د. يحيى الجمل – بالرغم من احترامى لتاريخه الوطنى – من معركة ضد الإسلاميين وشن حملة شعواء عليهم، وكيل الاتهامات لهم، بل وإقصاؤهم من مجلس حقوق الإنسان الذى أشرف على اختيار أفراده، فقد تجاهل الجمل شخصيات لها جهدها من الإسلاميين فى ملف حقوق الإنسان كالزميل محمد عبد القدوس والمحامى عبد المنعم عبد المقصود رئيس مركز سواسية الحقوقى والمحامى ممدوح إسماعيل ومنتصر الزيات وغيرهم الكثير.
أطالب جميع الفصائل الوطنية أن يتعاملوا مع الإخوان على أنهم مصريون، وكفاهم ما لاقوه من إقصاء وتعنت وظلم على مدار 30 عاما من عصابة مبارك، وأشد ظلم هو ظلم رفقاء الدرب الذين شربوا من نفس الكأس الذى شرب منه الإخوان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة