يشعر الإخوان المسلمون بفضل الثورة التى رفعت شعارات مدنية أنهم على راحتهم تماما، يفتتحون مقار لهم فى الإسكندرية وأسيوط، فى الوقت الذى يودع فيه الحزب الوطنى مقاره، ويقيمون مؤتمرات فى «استادات» كرة القدم، ويتحدثون إلى الصحف القومية بطلاقة منقطعة النظير، وبدون خوف من أمن الدولة أو من رؤساء تحرير الصحف المختارين، وسط حفاوة كتاب الرأى الذين كانوا خصوما لهم قبل شهور قليلة، وهو شعور جميل لا شك، وطبيعى، جعلهم فى غاية السعادة والارتباك، وأحيانا الغرور، فعندما يقول الدكتور محمد بديع كأول مرشد يتحدث إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط بشارع هدى شعراوى ـ«إننا نستطيع حصد 75 % من مقاعد «الشعب»، ولكننا سننافس على «الثلث»، فهذا يعنى أنه يضع الشعب فى جيبه، وأنه يتعالى أو «يتنطط» على القوى الوطنية الأخرى (المسلمة أيضا)، لأنه سيسمح لها متفضلا بثلثى المقاعد، وقال فى الحوار نفسه «قلت للقوى السياسية أمام المجلس العسكرى، إذا كانوا يخشون الإخوان فإنهم يمكن أن يجعلوا القوة التنظيمية والتصويتية للجماعة فى صالحهم، عن طريق الاتفاق على قائمة موحدة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة»، الإخوان يعتقدون أن ثلثى المصريين يؤيدونهم، وهو ما دفع عضو مكتب الإرشاد سعد الحسينى أن يقول لشعب إمبابة «نحن نريد فى هذه الفترة ريادة المجتمع لتحقيق هويته الإسلامية تمهيدا للحكم الإسلامى»، كأنه يتحدث عن وطن كافر. وحول موقف الجماعة من تطبيق الحدود قال محمود عزت، نائب المرشد، إن هذا الأمر يأتى «بعد امتلاك الأرض»، ولا تعرف ماذا يقصد بالأرض، هل هى التى بيعت بتراب الفلوس وما إلى ذلك؟، أم يقصد الأرض قاطبة التى يشاهد البشر السماء من عليها؟، شعورهم بأنهم يملكون «التوكيل» وسط شعب «بينه وبين خالقه عمار»، وأنهم يملكون اليقين والصواب، جعل لغتهم غريبة بعد نصر مبين شارك فيه الجميع، الآن لا يوجد نظام مبارك الذى نكل بالجميع، والذى جعل الإخوان بكسبون فى الشارع، كراهية فيه وليس حبا فيهم، الشارع الذى يثق الآن فى شخص مثل عصام شرف الذى يتحدث لغة بسيطة وعن مشاكل حقيقية، أكثر من ثقته فى الذين تخيلوا أنهم انتصروا وحدهم على النظام السابق الذى سجنهم وتحالف مرارا معهم، ولم يقدموا تصورا أوليا عن كيف يعيش المصريون معا بدون وصاية من أحد فى المستقبل، منهم من يفكر فى خوض انتخابات الرئاسة، ومنهم من يرفض ذلك، ومنهم من يؤيد البرادعى ومنهم من يؤيد البسطاويسى، ومنهم من قال سنترشح على الثلث، ومنهم من قال سنترشح على 49 % من المقاعد، ومنهم من قال إن الشعب سيحاسب الإخوان اذا لم ينافسوا على رئاسة البرلمان المقبل، الحرية أربكتهم بالفعل، وأنا شخصيا أتمنى أن يترشح الإخوان على 100 % من المقاعد، لكى يعرفوا أن الشعب الذى أنجز واحدة من أعظم الثورات فى التاريخ، تغير هو الآخر، ولن يسمح لأحد بابتزازه. > >
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة