قالت قيادات من جماعة الإخوان إنهم لن يطرحوا مرشحاً للرئاسة، وقالوا أيضأ إنهم سوف ينافسون على ثلث مقاعد مجلس الشعب القادم، والمعنى المتضمن، هو أنهم يستطيعون أن يأخذوا المنصب الرئاسى، ويستطيعون أخذ كل مقاعد البرلمان، أو على الأقل 75 % لو أرادوا.
دعك من أن النسبة التى قرروها من المقاعد زادت تدريجياً، فقالت بعض قياداتهم إنهم سوف يأخذون 40%، وبعضهم رفعها إلى 75 %.
ففى كل الأحوال هم يوصلون للمجتمع رسالة بأنهم "يتكرمون علينا" ولن يأخذوا البلد كلها على بعضها، فهل يستطيعون فعلاً أن يأخذوها؟
لا أظن، لكن الأهم أنه لا توجد قوة سياسية فى الدنيا، تتنازل بملء إرادتها، عن الحصول على الأغلبية. ولأن الإخوان مثلى ومثلك بشر وليسوا ملائكة، ولأنهم جماعة سياسية وليست دينية، فإننى ادعوهم ألا يتكرموا علينا، ويحصلوا على كل المقاعد، وعلى الكرسى الرئاسى، لو كانوا يستطيعون، فلا يجب أن تعيش البلد على "إحسانات" أى قوة سياسية، فمن يملك الإحسان يملك المنع.
هذا أولا وثانياً أنهم يعتبرون تدين المصريين رصيد سياسى لهم، وهذا غير صحيح، ناهيك عن أنهم لم يبذلوا فيه أى جهد، فهذا ينسب للإسلام وليس لهم ولا لغيرهم. أضف على ذلك أنه خطيئة سياسية كبرى،بل دعنى أقول جريمة، فهم يستغلون دين الله عز وجل للوصول إلى كرسى الرئاسة، وينزلون ديننا العظيم إلى صناديق الانتخاب، لكى يكسب أو يخسر، معاذ الله.
هذا ينقلنا إلى ثالثاً، وهو أن نزاهة الانتخابات، لا تتعلق فقط بعدم التزوير، ولكنها تتعلق أيضاً بعدم استغلال أدوات غير سياسية، فلا يحتمى المرشح ببرنامج سياسى لإصلاح حال البلد وبناء تقدمها، ولكنه يحتمى بما لا يملك وهو دين الله ويحوله إلى شعارات فضفاضة.
أليس هذا تزوير للديمقراطية وللمستقبل؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة