هى نقابة جديدة يؤسسها حالياً مجموعة من الشباب الذين عملوا لسنوات طويلة فى الصحافة الإلكترونية، وكما هو معتاد تم حرمانهم من دخول نقابة الصحفيين فى شارع عبد الخالق ثروت، رغم تصريحات وتأكيدات النقيب السابق مكرم محمد أحمد بأن النقابة العتيدة ستتكرم وتمنح هؤلاء الزملاء عضويتها، ورغم تصريحات وتأكيدات الكثير من أعضاء مجلس النقابة والكثير من المرشحين فى موسم الانتخابات، وبالرغم من كل ذلك لم يحدث أى شىء.
الحقيقة أن التفكير فى وجود نقابة مستقلة للصحفيين (فى الصحافة المطبوعة والإلكترونية والسمعية والمرئية) قديمة، كانت هناك محاولات كثيرة، ولكنها للأسف لم تُكلل بالنجاح. ولكنها عادت ونشطت فى السنوات الأخيرة بعد نجاح موظفى الضرائب العقارية فى تأسيس نقابتهم المستقلة نجاحهم فى فرضها على النظام السابق، وتوالت النقابات لأصحاب المعاشات والعلوم الصحية ونقابة المعلمين المستقلة.
بعد ثورة اللوتس تغير المناخ تماماً ونشطت مرة أخرى المحاولات لتأسيس نقابات بعيداً عن اتحاد عمال مصر الذى سيطرت عليه الحكومات منذ عبد الناصر حتى مبارك، وأصبح هناك إقرار حكومى بحق تأسيس النقابات الذى تقره المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والدستور المصرى وأحكام المحكمة الدستورية.
فى هذا السياق تأتى النقابة المصرية للصحافة الإلكترونية، وهى جهد نبيل لابد أن نشجعه ونسانده، ليس فقط لأنه حق بديهى، ولكن لأنه من المستحيل أن يكون هناك تطور فى أى مجال دون أن يكون للعاملين فيه كيان يحميهم، ودون أن يكون لمُلاكه أيضاً كيانات تحميهم.
ناهيك عن أن النقابات القوية تعنى أن المجتمع يدير صراعاته الاجتماعية بشكل سلمى ديمقراطى للوصول إلى توازن سلمى بين طبقاته، يصونه من أى انفجارات عشوائية، وتصونه من اضطرار الناس لأن تكون تنظيماتهم سرية تحت الأرض بعيداً عن رقابة المجتمع.
لذلك سوف تشهد الفترة القادمة عشرات النقابات فى كل أنواع الصحافة (مطبوعة ومرئية ومسموعة وإلكترونية)، فماذا سيفعل أهلنا فى شارع عبد الخالق ثروت؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة