أكد الشاعر الكبير فاروق شوشة، أن شاعر النيل حافظ إبراهيم كان أقرب المنافسين لأمير الشعراء أحمد شوقى، رغم وجود شعراء كبار آخرين فى نفس الفترة.
وقال شوشة: "العقود الثلاث الأولى من القرن العشرين، كان هناك أربعة شعراء، شوقي، وحافظ، ومطران، وإسماعيل صبرى، ولكن حافظ استطاع أن يوجد لنفسه موقعا أقرب الثلاثة إلى شوقى فأصبح الناس يقولون شوقى وحافظ".
ونظم بيت الشعر العربى ببيت "الست وسيلة " مساء أمس احتفالية لإحياءً لذكرى شاعر النيل بصفته أهم الشعراء الذين عبروا عن ثورة 1919 وإرتباطها بأحدث ثورة 25 يناير التى وصفها الشاعرأحمد عبد المعطى حجازى بأنها انتصار شعب على الطغيان.
وأضاف شوشة خلال الاحتفالية، أن حافظ إبراهيم كان أعظم من ألقى الشعر فى مصر منذ أن دخلتها اللغة العربية، فكان يلقى بصوت يحرك الجماهير، وكان شوقى ضعيف الصوت يلجأ إلى اثنين من طلاب الأزهر هما كامل الشناوى ومحمد خلف الله أحمد، ليلقيا قصائده فى المحافل فلا يتحرك الناس، لأن المنشد المأجور ليس كصاحب القصيدة، وعندما يصعد حافظ بعده فيكتسح شوقي، وعندما تنشر القصيدتان فى اليوم التالى فى صحيفة "المقطم" جنبا إلى جنب تكون قصيدة شوقى كالسماء يطولها سماء، - وأضاف متعجباَ - وحافظ كما نعلم.
وأشار شوشة إلى أن حافظ لم يحصل على نفس القدر من تعليم شوقى فحصل على الثانوية فى القاهرة عندما رحل مع خاله، وشوقى درس الحقوق وعاش فى أوروبا، فكان حافظ أكثر عكوفا على التراث العربى فى شعره عكس شوقى الذى تنوعت مصادره العلمية وتأثر بمصادره الأوروبية، وأيضا شوقى نشأ فى القصر بيئة مرفهة حتى فى المنفى كان أميراً يسكن فى فيلا فى برشلونة تطل على البحر ومن عرفه يقل إن هناك رجلا من طراز أوروبى هانئ الحياة يمر من هنا، أين منه حافظ الذى كان قريباً من الإمام الشافعى ويعيش مع البؤساء الذين ترجم لهم كتاب فيكتور هوجو.
وحافظ مع التعليم البسيط والنشأة المتواضعة والحياة المضطربة استطاع بعبقرية أن يكون صوت الشعب فى الوطنية وموضوعات المجتمع والند الوحيد لشوقى فى عصره ولذلك جاء رثاء شوقى لحافظ يكشف عن هذه المكانة".
وأوضح شوشة، أن موقف طه حسين عميد الأدب العربى لم يكن محايدا بين الشاعرين فكان يميل لحافظ أكثر من شوقى ولكنه لم يظهر هذا ليحافظ على جمورهما وقال " طه حسين فى أعماقه كان يميل لحافظ إبراهيم ولا يستريح لشوقى وهو ما عبر عنه فى كتابه "حافظ وشوقى" بلغة مراوغة ترضى أنصار الشاعرين لأنه لا يريد أن يقفد جمهورهما فكتب أن شوقى وصل فى شيخوخته إلى ما وصل إليه حافظ فى شبابه.لأنه كان وطنياً ينتمى إلى الشعب ولم يحتل شوقى هذه المرتبة إلى أن عاد من المنفى عام 1922 وأدرك أن الشعب هو الخديوى الحقيقي.
وقال حسين أيضاً، إن شوقى سكت حين كان حافظ ينطق، ونطق حين إضطر حافظ إلى الصمت بعد أن أصبح موظفاً بدار الكتب وحصل على معاش 50 جنيهاً وكانت وقتها تعتبر ثروة كبيرة، وفى تلك اللحظة سجن حافظ ولم يعد ينطق مهاجماً وتألق شوقى، ونقل شوشة قول حسين "ليت حافظ لم يوظف قط وليت شوقى لم يعش فى القصر قط، لأن حافظ أسكت ثلث عمره وسجن شوقى فى القصر ربع قرن، وخسرت مصر بسعادة هذين الشاعرين شيئأ جميلاً" وكأنه يتمنى أن يعيش كليهما فى بؤس متصل وأن لا يعرفا طعم النعيم ليعبرا عن هموم الشعب.
وألقى الشعراء أحمد عبد المعطى حجازى ومحمد إبراهيم أبو سنة ومحمد عبد اللطيف حماسه قصائد مختاره من ديوان حافظ إبراهيم وقدم الناقد الدكتور محمد عبد المطلب رؤية نقدية لمشوار شاعر النيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة