احذر عزيزى القارئ، فهذا المقال ملىء بالهزل والتفاهات طالما أصبح الجد بعد الثورة حكراً على الإخوان المسلمين والجماعات السلفية والتائبين من الجهاديين وآل الزمر والإعلام الأعمى الذى يروج لهم ومحمد حسان ومايكل منير وصفوت حجازى وعميد إعلام القاهرة وجودت الملط وزكريا عزمى ومذيع القناة الأولى الذى لم يحلق ذقنه منذ مساء 28 يناير، ونسى أن النظام سقط، بالإضافة للإخوة الذين قتلتهم الوطنية حتى أصبحوا يتمنون اختفاء ميدان التحرير أكثر مما يتمنون اختفاء خطاياهم، وأولئك الأكثر الوطنية الذين يدعون شفيق للترشح للرئاسة حباً فى البلوفر الكحلى.
الشىء الوحيد الجاد والهادف الذى نستطيع أن نفعله هنا هو أن نتبنى حملة وطنية أو مشروعاً قومياً على غرار "ممر التنمية" لكى نخلص السيدة الفاضلة والفنانة القديرة وأيقونة الدراما المصرية عفاف شعيب، لإنهاء آلامها وعلاج قلبها الذى تمزق حزناً وغماً بعدما سمعت صوت ابن أخيها، وهو يستغيث من هول الصدمة التى حدثت له بعد أحداث يناير الماضى، لدرجة أن أولئك الغوغائيين الذين اعتصموا فى ميدان التحرير حرموه من متعته الوحيدة فى أكل البيتزا.. إخص عليكوا يا وحشين.. انتم لا تعرفون من هى عفاف شعيب ولا تقدرون تاريخها الوطنى منذ أن كانت شقيقة لرأفت الهجان وزروجة للشعراوى، وأم لتجار المخدرات فى مسلسل "العار".. عار عليكم أن تتركوا تلك السيدة تتلوى من الألم والإحساس بالعجز، وهى تسمع الطفل يردد "نفسى فى البيتزا يا عمتو".
وإذا أردت الصراحة أكثر، فإن الهزل الأكبر الآن هو ما يقوم به بعض أبناء جلدتنا من الإعلاميين الذين أصبحوا يتبادلون الأدوار مع أمن الدولة، فيصرخون فى وجوهنا كل يوم وليلة ليخوفونا من انعدام الأمن وهروب المستشمرين والظلم الفادح الذى يتعرض له رجال الأعمال الشرفاء الذين سيغضبون منا، ولن يستثمروا جنيهاً واحداً فى هذا البلد، وكأننا سنتسول منهم الوطنية، منتهى الهزل هنا أن تعمم حكماً بالشرف على مجتمع يتساقط منه كل يوم رأس أو اثنان فى دائرة الفساد والنهب، فالشريف لن يخشى على نفسه فى هذه الفتنة إلا إذا كان هو نفسه يشك فى شرفه.. لقد تدلل رجال الأعمال كثيراً على هذا الوطن وربحوا الكثير من خيراته، وكثير منهم وإن لم يكن فاسدا، فقد صمت على فساد رآه أمامه فكان شيطانا أخرس لا يصح أن يرتدى الآن ثياب الملائكة.
آن الأوان أن نمنح لأنفسنا وبلدنا ومقدراتنا قيمة ولا نعاملها كشطيرة البتزا ونمنح منها لكل من يتظاهر بالنزاهة حتى لو خبط بقدميه على الأرض أمامنا، وهو يصرخ "نفسى فى البيتزا يا عمتو".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة