إبراهيم ربيع

النجوم.. جشع مستفز.. ووطنية غائبة

الإثنين، 14 مارس 2011 02:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من مزايا الثورة أنها خلعت عن كل الناس المهمين الأقنعة الوهمية وقدمتهم إلى الرأى العام عرايا من داخلهم وبوجوههم وقلوبهم الحقيقية، حتى أن المنافق لم يستطع أن يختار أى وجه يطل به علينا سوى وجه النفاق فقط فلم يعد هناك مجال، لأن تختفى الحقائق وراء أى ستار من أى نوع.

ونجوم الكرة المشهورون جدا والعازفون دوما على وتر عاطفة الجماهير خلعوا كل ملابسهم خلال الثورة، واختاروا صف حاشية نظام المصالح الذين كانوا جزءاً منه ولم يعنيهم أن الألتراس المهووسين بهم هناك فى صف آخر بميدان التحرير، هذا معروف ومعلوم خلال الثورة وسبب الحرج البالغ لهؤلاء النجوم عندما واجهوا جماهيرهم خلال التدريبات، أما بعد الثورة فقد أضيف إلى بجاحة النجوم هذا الجشع المستفز، عندما رفضوا مراعاة ظروف الدولة والمجتمع وأنديتهم وانزعجوا من المطالبة بتخفيض قيمة عقودهم بكثير من الأنانية والتضليل بدعوى أن لديهم عائلات وأطفال يبنون مستقبلهم، ولا يصح أن يتعثر ضخ الملايين إلى جيوبهم والواحد منهم يزيد دخله العام فى السنة عن 7 أو 8 ملايين جنيه، بينما ملايين البشر من هذا البلد يأكلون ويشربون يوما بيوم وقبلوا كل التضحيات وهم مفلسون ولم يرحمهم أحد وهم يتظاهرون، من أجل تحسين دخولهم التى لا تتعدى مئات الجنيهات شهريا.

وأيضا هؤلاء النجوم فى الإدارة الرياضية المنتفخين بالملايين يبكون ويصرخون لأن أنديتهم سوف تفلس، وهم قادرون على التضحية ببعض ملايينهم للإنقاذ على الأقل مقابل ما حصلوا عليه من مزايا اجتماعية وإعلانية كبيرة من مناصبهم.. ومن العجب أن يصرخ الأهلى والزمالك من أزمة مالية بينما رئيس الأهلى حسن حمدى المليونير أو ربما الملياردير لم يفكر يوما فى استقطاع بعض "الفكة" من رصيده لمساعدة ناديه الذى تربع على مقعد رئاسته سنوات طويلة مستفيدا ومستغلا منصبه فى وجاهة اجتماعية واستثمارات مالية، ووجدناه يجرى وراء من هم أكثر منه ثراء وتخمة مالية لكى يتبرعوا، ويا ليتهم يتبرعون لصالح مؤسسات رياضية عريقة تتعرض للخطر، وهم الذين تحمسوا فى كل وقت لكى يتبرعوا لنجوم بالملايين عند التجديد لهم فى دائرة فساد لا مثيل لها تدور فى فلكها أرقام غريبة ومشبوهة.

والمستفز أن جميع هؤلاء لم يتركوا مناسبة إلا وضللوا فيها الناس بحديث عن الوطنية والصالح العام، بينما الوطنية غائبة تماماً عن وجدانهم ولا تحتل أى مركز أو ترتيب فى جدول أولوياتهم، وأبسط هواجسنا أن نسأل مثلاً ممدوح عباس، رئيس الزمالك السابق، عما لو كان مستعداً للتبرع بأربعين مليون جنيه بعد الثورة، وهو نفس المبلغ الذى تبرع به للزمالك قبل الثورة، ونسأل الأخوة النجوم المحبوبين مثل محمد أبو تريكة وأحمد حسن وعماد متعب وعمرو زكى وميدو وشيكابالا وغيرهم الكثير عن الذى فعلوه من أجل جماهيرهم الغفيرة التى فجرت الثورة ثم أضيروا بسببها فى حياتهم المعيشية، بل نسألهم فقط عن أقل ما يمكن تقديمه بأن يتنازلوا عن جزء من قيمة عقودهم من أجل أن تعيش أنديتهم التى صنعت نجوميتهم، وأخيراً أتمنى لو كانت جماهير الكرة قد استوعبت أخلاقيات هؤلاء النجوم، وعرفوا أنهم لا يستحقون منهم هذه العواطف الجياشة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة