سقط القناع عن الاتحاد الأوروبى الذى كان يتشدق ليل نهار بأنه حامى حمى الديمقراطية وحقوق الإنسان، وخرج اجتماع مجلس أوروبا أمس دون قرار واضح حول الأزمة الليبية، وكأن القذافى وتصرفاته المجنونة ووعده ووعيده بالنفط مازال حاضراً أمام زعماء القارة البيضاء.
باستثناء الموقفين الفرنسى والبريطانى، مازال زعماء أوروبا يغلبون مصالحهم مع النظام الليبى الفاقد لشرعية شعبية وسياسية ودستورية، وينتظرون حتى إبادة آخر مواطن ليببى بالطائرات والقاذفات البحرية والمرتزقة.
حجة الاتحاد الأوروبى والغرب الأمريكى المؤيد للأنظمة الديكتاتورية، والمناور والمدافع عنها لحماية قواعده العسكرية وأهدافه الاستراتيجية ومصالحه الاقتصادية، أن الجامعة العربية والاتحاد الافريقى لم يعطيا شرعية لأى تدخل عسكرى فى ليبيا. وكأن المجتمع الغربى الذى تواطأ على العراق وأفغانستان ومن قبل يوغسلافيا، انتظر الشرعية الدولية ليمارس عملياته العسكرية. ومنذ متى ينتظر الغرب وأوروبا قرارات الجامعة العربية، وهو يعتبرها كيانا مهمشا ومجرد مجلس يتبادل فيه الحكام العرب الكلمات الثورية والعبارات الإنشائية للتنفيس عن شعوبهم المقموعة فى غياب أية آلية لتنفيذ ميثاق الجامعة، وغياب مجلس الأمن والسلم العربى أو محكمة العدل العربية؟
ما الذى يملكه القذافى وأولاده من أوراق ضغط تجعل المجتمع الدولى يعجز عن حماية المدنيين الليبيين، بل يفشل فى مجرد الاعتراف بسلطة انتقالية شعبية نالت شرعيتها من الانتفاضة ضد نظام غير شرعى اغتصب السلطة والثروة بالبلاد منذ 42 عاما؟
هل صدق المجتمع الدولى تهديدات القذافى بغزو أوروبا بالهجرة غير الشرعية ونسف آبار النفط، وفتح الحدود أمام تنظيم القاعدة والإرهابيين؟
مرة أرى تقف أوروبا والولايات المتحدة عاجزة تماما عن أى رد فعل قوى وقرار حاسم، حتى يمر الوقت بسرعة، ويستعيد القذافى وأولاده ومرتزقته ما حققه الثوار من مكتسبات ثم يبيد معارضيه عن آخرهم. والغرب مازال فى انتظار ما لا يجىء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة