خالد فاروق

أما بعد

الثلاثاء، 01 مارس 2011 07:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انطلقت شرارة الثورة على الفساد يوم25 يناير وسقط النظام برموزه الذين طغوا فى البلاد ونهبوا ثرواتها التى لا تنضب وبدأنا عصراً جديداً من الحرية والديمقراطية وحانت ساعة العمل، فالثورة الحقيقية بدأت الآن، فإذا أردنا أن نهدى ثمارها إلى دماء الشهداء الذين ضحوا وقدموا أرواحهم هدية لتحرير الوطن ونشرالعدل والمساواة، فعلينا أن نستثمر الحالة التى عليها مصر بكل تياراتها وأيديولوجياتها فأمامنا وقت طويل لإعادة الأمور إلى نصابها فى كل مناحى الحياة وعلينا أن نبدأ بالتعليم الذى ضاع فأضاع كل شىء فيجب أن نطور المناهج التعليمية حتى تخاطب العقول التى أثبتت أنها فاقت كل تصورات المحللين السياسيين بل أذهلت العالم بأسره.

إن تقدم الأمم مرهون بمستوى التعليم بكل مراحله من حيث المحتوى العلمى وعلينا أن نبدأ بالتعليم الأساسى حتى المستوى الجامعى ونبدأ من حيث انتهى الآخرون على أن تكون خطط التعليم طويلة الأجل، ونخطط لاستعادة الجامعات المصرية مكانتها بين جامعات العالم وأن نسعى إلى دفع الجامعات إلى تقديم الخدمة المجتمعية وعلى رأسها القضاء على الأمية من خلال إلزام كل طالب جامعى بمحو أمية خمسة أفراد وربط ذلك بمشروع تخرجه وسوف نجنى ثمار ذلك فى فترة وجيزة، ويجب أن نقضى على الفساد فى الجامعات المصرية وأن يكون تبوؤ المناصب بها طبقاً لمعايير الكفاءة والنزاهة لا للمحسوبية.

ويلى مجال التعليم فى الأهمية "الصحة" التى تعانى من الإهمال والظلم، فالمصريون ينقسمون إلى فئات ودرجات أدناها الفقراء الذين يتلقون العلاج فى المستشفيات الحكومية التى تعانى من الإهمال ونقص الموارد، فإذا كنت مريضاً فقيراً فمصيرك الهلاك، فالمستشفيات فى مصر تنقسم إلى درجات مثل الفنادق السياحية، فالمريض الفقير مكانه فى الإقامة "بنسيون" أما المريض الثرى فمكانه فندق سبع نجوم.

فالحل الناجع لهذا المستوى المتدنى للرعاية الصحية فى مصر تبنى مشروع التأمين الصحى الذى يقدم خدمة طبية جيدة لكل المصريين بجميع فئاتهم ومستوياتهم الاجتماعية، وهذا المشروع يحتاج منا إلى تضافر الجهود ودعم الدولة لأنه كيف لنا أن نبنى الوطن وصحة المواطن متدنية.

ويلزم لتطوير التعليم والصحة اقتصاد قوى فهو عصب الحياة فيجب أن نستعيد الشركات التى ضاعت بسياسية الخصخصة وتشجيع الاستثمارات لخلق فرص عمل حقيقية تساهم فى خفض معدل البطالة واستثمار طاقة الشباب.

وأما عن " الزراعة" فحدث ولا حرج فمصر لم تعد تشتهر بشىء وضاقت مساحة الرقعة الزراعية فيجب أن نبدأ العمل من الآن لاستعادة مكانة مصر الزراعية، فنحن لدينا الكوادر العلمية القادرة على تطوير أساليب الزراعة وتقديم منتج زراعى خال من الكيماويات السامة التى أمرضت جيلاً بأكمله بلا وازع من ضمير.

ونحن فى طريق بناء المستقبل أود أن أخص بالذكر "الإعلام" فالإعلام المصرى وخاصة المرئى قد ضاعت مصداقيته فى عرضه لأحداث ثورة 25 يناير، فعلينا أن نستعيد تلك المصداقية المفقودة لأننا أحق بالريادة ولدينا الكوادر الإعلامية والإمكانات التى تمكننا من تبوؤ المكانة اللائقة بنا، فلم تعد هناك حواجز ولا إملاءات فمن لا يمتلك الجراءة والشجاعة عليه أن يبحث عن مجال آخر غير الإعلام.

إذًا هى ثورة شاملة تنقل مصر إلى مجتمع جديد بفضل من ضحوا بدمائهم وأرواحهم فعلينا أن نقف لهم إجلالاً واحتراماً فليس هناك أغلى من الروح نقدمه فداءً للوطن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة