هما احتمالان لا ثالث لهما، الأول أن نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يكذبان علينا، والثانى أنهما لا يعرفان ولا يحكمان قبضتهما على الوزير الجديد للداخلية وهذه مصيبة أكبر، ففى الوقت الذى كان يعلنان رغبتهما فى الحوار مع جماعة الإخوان كان جهاز أمن الدولة يقتحم مقر الموقع الإلكترونى للجماعة ويستولون على أجهزة كمبيوتر ويعتقلون 6 من العاملين ويقتادونهم إلى أماكن مجهولة.
وفى الوقت الذى يعد فيه النائب ورئيس الوزراء بعهد جديد من الحرية فى البلد، اختفى وائل غنيم الناشط السياسى ومدير جوجل التسويقى منذ الخميس الماضى، وتمت إذاعة فيديو لإحدى المحطات الأجنبية على اليوتيوب يشير إلى تقدم عدد من رجال الأمن بلباس مدنى بالقبض عليه واقتياده مكان غير معروف.
فى الوقت الذى يتوسل فيه سليمان وشفيق إلى المصريين بأن عصراً جديداً بدأ، كانت منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش الجمعة السلطات المصرية تطالبان بالكشف فورًا عن أماكن احتجاز نشطاء حقوقيين مصريين وغربيين، ومحامين وصحفيين تم القبض عليهم فى القاهرة، بعد ظهر الخميس الماضى.
وذكرت المنظمتان أن أكثر من ثلاثين شخصًا قبض عليهم، بينهم الباحث بهيومان رايتس ووتش دانييل ويليامز، والباحث بمنظمة العفو الدولية سعيد حدادى وزميلة له، والمدير السابق لمركز هشام مبارك للقانون أحمد سيف الإسلام، وصحفى فرنسى وصحفى برتغالى، وتسعة محامين على الأقل على صلة بمركز هشام مبارك أو متطوعين من جبهة الدفاع عن المتظاهرين المصريين، فما الذى يحدث فى البلد؟
هل تعود أمن الدولة مرة أخرى لأن تكون أداة القمع وتخريب البلد؟ أظن ذلك وأظن أن على رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية بالرد، وإذا لم يفعلا، فهما يعلنان أن السلطة الحاكمة كما هى قبل ثورة 25 يناير وأن كل ما يقولونه عن الحريات أكاذيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة