لابد أن تحتار مثلى من فيهم يمثل الشعب.. فكل القوى السياسية يتحدثون باسم الشعب، وأيا كان ما يقولونه فلابد أن يؤكدوا بحسم غريب أن هذا ما يريده الشعب. فمؤيدو النظام الحاكم فى المظاهرات يؤكدون أنهم يتحدثون باسم الشعب، واليافطات التى يرفعونها تطالب الرئيس مبارك بالبقاء باسم الشعب.. بل وواحد منهم كتب يافطة يقول ما معناه أن من عينه الله جل علاه لا يخلعه أحد، ربما يكون متأثراً بأنصار الخطاب الدينى السياسى، وربما نفاق رخيص مبالغ فيه.. وإذا تأملت خطاب القوى السياسية ستجده على ذات الوتيرة، فهم يتحدثون باسم الشعب، رغم أن خطاباتهم السياسية مختلفة، بل وربما تكون متناقضة، فمنهم من يريد أن يستقيل الرئيس الآن وفورا، ومنهم من يريده أن يستقيل ويخرج خارج مصر، ومنهم من يريده أن يكمل فترة رئاسته على أن ينقل صلاحياته إلى نائبه السيد عمر سليمان.. إلخ.
فلماذا يصرون جميعاً على الادعاء أنهم يتحدثون باسم الشعب زوراً؟ لأن هذا يمنحهم مصداقية ليس من حقهم أن يحصلوا عليها، وأظن أنك ستوافقنى على أن هذا تزوير وكذب سياسى لا يليق بمن يريد أن يكون صادقاً مع الناس، فالمكان الوحيد الذى يعبر عن الشعب هو صندوق الانتخاب.. وأظن أن هذا شكل من أشكال الاستبداد الخطر على بلدنا، لأنك عندما تتصور أنك وحدك ممثل الشعب والمتحدث باسمه، فهدا يمنحك تلقائياً الحق فى أن تلغى وربما تقتل باقى الأطراف، فهم فى هذه الحالة لا يمثلون الشعب.. وأظن أن هذا شكل خطير من الاستبداد وقع فى فخه حتى النبلاء الذين خاضوا معركة الحرية فى 25 يناير، أليس غريباً أن نقاتل للتشبه بالدكتاتورية التى كانت تحكمنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة