إلى كل هؤلاء المحبطين والكذابين والمتخاذلين والمتآمرين والأذناب وحملة المباخر وكل من باعوا ضمائرهم وألسنتهم وأقلامهم بثمن بخس من أجل تلطيخ الثورة.. اذهبوا إلى حيث لا نراكم وعليكم من الله ما تستحقون.. ها هى الثورة بيضاء ناصعة طاهرة دون أن تخلف جرحاً واحداً فى وجه الوطن، أنتم من شوهتم هذا الوجه وقذفتم الوحل والطين فى وجهه بخيلكم وجمالكم وحميركم وبلطجيتكم فى الشوارع والفضائيات، ولجوئكم للتخوين والتفتيت والتآمر والشرشحة، وكأنكم تديرون خناقة "نسوان" فى حارة عشوائية، لكن الأحرار كانوا أفضل منكم بكثير وأثبتوا أن من يدافع عن قضية يقتنع بها أفضل مليون مرة ممن يهتف أو يكذب أو يفترى من أجل بضعة جنيهات أو خوفاً على استقرار زائف أو مصلحة زائلة.
إلى الشهداء الأبرار الذين فقدوا أرواحهم فداءً للوطن، أنتم الآن أقرب للجنة من هؤلاء المتسلحين بـ"قال الله ورسوله" يريدونها دفاعاً عن الظلم وحماية للطغيان وتجميلاً لكذب، هؤلاء باعوا دينهم بدنياهم، أنتم يا شهداءنا بعتم دنياكم من أجل مستقبلنا وحريتنا وسعادة الأجيال القادمة، لا تحزنوا على هؤلاء الذين يلعقون فى دمائكم بتهمة التخريب، فهم يفعلون ذلك لأن أحدهم ضللهم، وقال لهم إن الفوضى قادمة والخراب أكيد والجيوش الأجنبية على الأبواب، لا تيأسوا فأنتم أصدق حديثاً وأنبل هدفاً وأفضل نوايا.
إلى إخواننا فى الوطن الذين يرتعدون من التفكير فى المستقبل ويرونه غامضاً.. لا تخافوا من الإخوان المسلمين، فإن من انتزع الوطن من بين أسنان النظام السابق يستطيع أن يفسد طعم اللذة الواهمة التى يشعر بها الإخوان الآن بأن الوطن يقترب من حجورهم، ولا تصدقوا من يقولون إنهم يحكمون ميدان التحرير الآن ليمنحوهم مجداً لم يصنعوه، لا تنساقوا وراء من يدفعونكم، لأن تكرهوهم فهم معنا على أرض مصر حتى ولو اختلف بعضنا معهم فى الأفكار، فقد عشنا أعواماً طويلة لا نعرف الفرق بين الكره والاختلاف.
مصر يا إخوانى لن تكون لأحد.. ستكون فقط للأحرار من هذا الشعب فى كل ميادين مصر، وللوطنيين الذين يقبعون فى بيوتهم وأشغالهم خوفاً أو قلقاً أو كسلاً، مصر لهؤلاء الذين خرجوا بلافتات "نعم لمبارك" من أجل استقرار مصر، وهم يعلمون أن مبارك سيذهب وستظل مصر، هؤلاء بعضهم معذور فى وجهة نظرى، فهم ظلوا ثلاثين عاماً لا يعرفون الفرق بين الوطن والرئيس، بين الشخص والدولة، لكن من حركوهم هم من يعرفون جيداً أن نهاية مبارك تعنى كشف فسادهم وإفسادهم، مصر أيضاً لهؤلاء الذين يتحسسون أعناقهم خوفاً من الحساب القادم على خطاياهم فى حق الشعب، لكن لا تقلقوا فنحن لا نريد منكم شيئاً سوى أن تصمتوا وتذهبوا إلى غير رجعة، مصر اليوم لنا جميعاً أبناء هذا الوطن وخدامه ممن لا يريدون حكماً أو ملكاً، فالملك لله وحده يؤتيه من يشاء وينزعه عمن يشاء.
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم عماد شندي
احب مصر