عندما أسمع كلمات "الأجندة الخاصة" "الأجندة الخارجية" و"المؤامرات الخارجية" و"القلة المندسة"، أتمنى أن يكونوا بشراً حتى أقبل أياديهم لأنهم، كما يردد البعض، وراء تصعيد ثورة 25 أبريل، والتى أوصلتنا إلى هذه المكاسب العظيمة، والتى من المؤكد أنها تحدث للمرة الأولى فى التاريخ المصرى الحديث منذ ثورة 1919 المجيدة.
لكن هذا بالطبع غير صحيح، فهذه الثورة النبيلة صنعها مصريون، والذين صعدوها مصريون، ولكنها الحجج الهزيلة التى ظل يرددها هذا النظام الحاكم مع المختلفين معه منذ حركة 1952، يرتكب من وقتها وحتى الآن كل الفظائع ضد حقوق المصريين فى الحرية. وإذا كانت هذه الحجج الكاذبة كان يمكن أن يتم الضحك على الناس بها زمان، فقد أصبح هذا مستحيلاً فى زمننا، فالدنيا تغيرت، ولم يعد المواطنون سجناء لأجهزة إعلام السلطة الحاكمة.
هذا لا يعنى على الإطلاق أنه لا توجد "مؤامرات خارجية"، فهذا طبيعى. وأن هناك قوى سياسية لها "أجندة خاصة" وغيرها له "أجندة خارجية"، فهذا هو حقها الديمقراطى، فمن حقى أن أسعى جاهدًا لتغيير النظام السياسى الذى لا أقتنع به، بل ومن حقى أن أسعى لإقناع غيرى من الناس أن يشاركونى هذا الهدف. وليس من حق أحد أن يتهمنى بالخيانة والعمالة وغيرها من المسميات التى عفا عليها الزمن.
والفيصل فى كل ذلك هو القانون وحده، فإذا خالفت أى "قلة مندسة" وأصحاب "الأجندة الخاصة" و"الأجندة الخارجية" القانون، فمن حق السلطة التنفيذية أتباع الإجراءات القانونية، لتقديمهم إلى القضاء، وهو وحده دون غيره الذى يقول إن هذا جاسوس خائن.
وأتمنى من الذين يرددون الاتهامات العشوائية حول أبناء وطنهم أن يتمهلوا قليلاً، ففى الحقيقة هم يمهدون دن قصد لأن يفلت المجرمون الذين قتلوا المحتجين فى المظاهرات، والذين قتلوهم فى ميدان التحرير.. فهل يرضيهم أن يضيع دم الشهداء؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة