أليس غريباً أن لجنة الحكماء التى تم تشكيلها ليس فيها أى ممثلين للشباب الذين قادوا الثورة؟ بالطبع غريب، وعندما سألت قناة العربية جورج إسحاق عضو الجمعية الوطنية للتغيير عن السبب، قال إن هذه اللجنة هدفها التخديم على الثورة وقادتها الحقيقيين،هذا بالتأكيد نصب سياسى تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أمس.
عندما هاجم بلطجية الحزب الوطنى وميليشياته المحتجين فى ميدان التحرير، توقعت أن تصدر لجنة الحكماء وغيرها من قوى المعارضة بياناً ليس فقط لتأكيد رفضها الكامل لهذا السلوك الإجرامى، ولكن لكى تعلن أن قادتها وكل مناصريهم سوف يذهبون إلى الميدان لكى يصنعوا حائطاً بشرياً يحمون به هؤلاء النبلاء الذين يصنعون مستقبل مصر.
الأمر هنا لا يتعلق بالموافقة على مطالب المحتجين، ولكنه يتعلق بالتصدى لطريقة منحطة فى الصراع السياسى حان الوقت لأن تغيب عن بلدنا إلى الأبد، ولا يمكن فى هذه الظروف الصعبة أن نتصدى لها من المكاتب والبيوت، ولا يمكن مقاومتها فقط من على شاشات الفضائيات، ولكن بالتواجد الجسدى فى ساحة المعركة، فى ميدان التحرير، حتى بعيداً عن السياسة وبعيداً عن أى شىء، فإن غياب المعارضين كأشخاص عن حماية النبلاء المحاصرين هو خسة لا تليق بأى مصرى، والخسيس هو الذى يريد كل شىء ولا يريد أن يفعل أى شىء، ولذلك فإننى أدعو الجميع من كل التيارات السياسية، بما فيها المحترمون فى الحزب الوطنى، وأدعو كل المصريين، بما فيهم المؤيدون للرئيس مبارك لصنع دروع بشرية للدفاع عن الحرية ضد الاستبداد، الدفاع عن الجمال ضد القبح، لحماية بلدنا من البلطجية أياً كان موقعهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة