سعيد شعيب

بطولات الدكتور كمال الجنزورى

الخميس، 24 فبراير 2011 12:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف كيف تحول الدكتور كمال الجنزورى، مع كامل الاحترام لشخصه، إلى بطل معارض لمجرد أنه تمت إقالته من موقعه كرئيس وزراء منذ حوالى 12 عاماً، رغم أنه كما هو معروف كان وزيراً للتخطيط لسنوات ومن بعدها رئيساً للوزراء ولم يحدث أثناء خدمته أو بعدها كان معارضاً للرئيس السابق أو لسياسيات الحزب الوطنى.

ربما هى آليات الصحافة والإعلام التى كانت تعارض نظام مبارك والتى كانت تحتفل بأى مسئول رسمى عندما كان يترك نعيم السلطة، ويقول تصريح فيه "لحسة" انتقاد، وتتجاهل السؤال الأهم إذا كان له انتقادات فلماذا قبل المنصب، وإذا قبله لماذا لم يستقل وانتظر الإقالة؟

هذا فعلته أيضاً آلة إعلام المعارضة التى كانت تحتفى بأى مقال فيه "شبهة معارضة" فى صحيفة قومية، وكانت تهلل للكاتب باعتباره يعارض من على أرض الأعداء "أقصد الصحف القومية".. وكم من الكُتاب كانوا يفقدون بريقهم عندما كانوا يكتبون ذات الآراء فى صحيفة معارضة.

أظن أن هذا ما حدث مع الدكتور كمال الجنزوى، وزاد الأمر جاذبية أنه ظل صامتاً طوال 12 عاماً بإيحاء أنها كانت أوامر عليا، أى أوامر الرئيس السابق، فلماذا خضع لها، وهل كان من الممكن أن يخسر أكثر من موقعه الرفيع الذى خرج منه بالفعل؟! لا أظن، ولا أظن أنه يمكننا أن نصدق الآن وبعد تنحى مبارك الروايات التى سمعناها من الجنزورى، فالطرف الثانى الذى يؤكد أو ينفى هذه الوقائع غير موجود.

والحقيقة أن الجنزورى ليس استثناءً ففى المناخ الذى نعيشه الآن ستجد كثيرين يقولون لك أنا قلت لمبارك لكنه لم يسمع. وثانى يقول لك أنا "شخطت فى جمال مبارك" ورفضت التوريث، وثالث سيقول لك إنه قاتل وحارب من أجل الديمقراطية مع الأسرة التى كانت حاكمة.. إلخ.
طبعاً الدكتور الجنزورى كان مشهوداً له بالنزاهة أثناء عمله، ولكنه ليس هو وحده الذى لم يكن لصاً فى النظام السابق. ثم أن هذا لا يحوله الآن إلى نصير للحريات كما أوحى لمشاهدى برنامج العاشرة مساء.
وهنا ليسمح لى القارئ الكريم أن أروى وقائع كنت طرفاً فيها. ففى عام 1999، كنت جريدة العربى تصدر يومية والعدد الأسبوعى منها كان مدير تحريره أخى وصديقى جمال فهمى، وكنت مسئولاً عن الديسك المركزى، وشنت الجريدة حملة صحفية ضد ديكتاتوريته وإدارته العسكرية لشئون البلاد، حتى أننى ما زلت أذكر أحد العناوين "هل دخل الجنزورى رئاسة الوزراء راكباً دبابة؟".

وكانت النتيجة هى التهديد بعدم طبع الجريدة، وتحققت رغبته الديمقراطية بالإطاحة بالأستاذ جمال وفريقه وكنت واحداً منهم. وهذه الوقائع نشرها فى وقتها بعض الزملاء منهم الكاتب الكبير محسن محمد فى الجمهورية. فأى حريات التى يتحدث عنها الجنزورى الآن؟!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة