بعد أن بدأت الثورة فى مصر من ميدان التحرير عاقلة نظيفة شابة أطارت عقل رجالات الدولة وكل المحليين وصنعت بمصر مالم تشهده منذ مولدها من سبعة آلاف سنة أو يزيد، بدأ النظام السياسى يستجمع قدرته وأساليبه القديمة فى حشد مؤيديه المدفوعين الذين حملوا آخرين من الصامتين على الخروج لتصطدم فئات الشعب فى شبه استعداد لمواجهات دامية.
حين كنت أسير فى شوارع القاهرة منذ الثلاثاء الماضى وفى وسط المدينة أقسم أنى لم أخف للحظة سواء كنت فى طوفان من البشر أو وحيدة فكل الوجوه كلها دون استثناء كانت تحوطنى بالرعاية فهى كانت وجوهاً مصرية جميلة، أما اليوم ففى طريقى للجريدة وأنا أسير فى الشوارع رأيت وجوهًا مخيفة مفزعة، فالشارع فى القاهرة حتى أمس كانت تموج بالمؤمنين الذين تعلو وجوههم علامات الإيمان والصدق، أما اليوم فالوجوه تملؤها علامات البلطجة، الثورة أخرجت من مصر أجمل ما فيها والآن يخرج النظام أقبح ما فى أحشاء مصر، نبرة غل أو حقد فى الحديث عن الآخر، ولكن اليوم تبدلت النبرة والحديث.
حتى الأمس فقط كنت من هؤلاء الذين يحكمون العقل ويسيرون بمنطق السياسية التى تنادى ببعض المكاسب على الأرضى مقابل مطالب أكثر، كنت أسير بين شباب ميدان التحرير أطالبهم بالرحيل ولكن اليوم لا أستطيع.. لا أستطيع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة