ما أحلى النصر بعد الهزيمة، وما أحلى العزة بعد الذل، بل ما أحلى الحرية بعد القهر، وما أجمل جنى الثمار بعد الجهد والتضحية، لقد ظهرت كل هذه المعانى أمس فى ميدان التحرير بل ميدان الحرية والشهداء.
فقد عزف متظاهرو التحرير أمس أجمل سيمفونية للحرية والعطاء، لعشقنا الأول والأخير مصر، واستشعر كل المشاركين فى يوم النصر، أن مصر تفتح أحضانها لكل أبنائها بمختلف معتقداتهم وتوجهاتهم السياسية، وترابها يضم أجساد الأطهار من شهداء ثورة 25 يناير، بكل حنية واضعة هؤلاء الأبطال كالآلئ على رأسها فى تاج العزة والكرامة.
إنه يوم مشهود سيفتخر به كل من ساهم فيه، وسيكون درسا تاريخيا لكل ديكتاتور ومستبد يحاول أن يفرض إرادته على إرادة شعبه، بل يوم سيضىء للأجيال القادمة طريقهم، ويمهد لهم عيشة كريمة وحياة عزيزة، ومستقبلاً ينعمون فيه بحرية التعبير واختيار من يمثلهم فى المجالس البرلمانية والرئاسة.
لقد أثبتت جمعة النصر للعالم كله، أن شباب مصر نموذج يحتذى به، ويستطيع أن يحمى وطنه ويحافظ عليه، فسلوكيات احتفالاته الراقية تثير إعجاب العالم، وتطمئن الجميع على مستقبل مصر لأنه سيكون بإذن الله فى يد هؤلاء الشباب الطاهر العظيم الواعى بمسئولياته.
كما كانت جمعة النصر إنذارًا لكل من يحاول الالتفاف على الثورة، أو استنزاف مكاسبها، أو المساس بمطالبها، فقد أرسل المتظاهرون رسائل واضحة أنهم مصممون على التعجيل بالإصلاح، ولن يتهاونوا فى تحقيق كل أهداف الثورة.
كما أنهم أعلنوا بوضوح تصميمهم على تطهير مصر من الفساد، ومحاسبة ذيول النظام على ما ارتكبوه من جرائم فى حق الوطن والشعب، واسترداد الأموال المنهوبة التى لو ضخت فى الاقتصاد المصرى لانتعش وعاش المصريين فى رخاء، فلا يعقل أن تقوم ثورة إصلاحية، وتترك الفاسدين يهربون بما سرقوه من ثروات الشعب، ولا يعقل أن يغتال هؤلاء المجرمون زهرة شبابنا ثم لا يدفعون حياتهم ثمنا لذلك من خلال أحكام قضائنا الشامخ.
وعلينا جميعا الآن أن نعود للعمل الدءوب، لدفع عجلة الإنتاج، من أجل نهضة الوطن، وتعويض الخسائر التى لحقت باقتصادنا، وذلك بالتوازى مع استعجال تحقيق مطالب الثورة وعلى رأسها تعديل الدستور وإجراء الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة