عمرو جاد

وأنا مش آسف يا ريس

الخميس، 17 فبراير 2011 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقسم بذات الله العلية أنى لم أعد أحمل حقداً لأى من هؤلاء الذين يتعاطفون مع النظام السابق، كما قررت أننى لن أشغل نفسى بكره رجال هذا النظام، سواء الذين هربوا أو الذين اختفوا أو حتى أولئك الذين يتسللون بيننا ليبحثوا لأنفسهم عن مكان فى مصر التى ولدت من رحم ثورة الشهداء والمخلصين، لكن عقلى لا يتقبل أبداً وصلات النواح التى يؤديها بعض من إخواننا الذين انفجرت حويصلاتهم المرارية حناناً وعشقا للرئيس مبارك ونظامه ومؤسساته وخدمته للوطن، ويخوفوننا دائما من الفوضى وانهيار الاقتصاد والتورط فى حروب خارجية أو الانصياع لتدخل أجنبى أو الاستسلام لسلطة دينية، وكأننا كنا نعيش فى جنة لم نعرف قيمتها إلا بعد الثورة، ويريدوننا أن نجلد ذاتنا ونموت حسرة على ما ضاع منا، ونقدم خالص الأسف للرئيس السابق على ما فعله طيشنا وقلة خبرتنا ونكراننا للجميل، وتطلعنا الأهوج لوطن أكثر حرية وأمانا واستعدادا للمستقبل.

بربكم كيف تطلبون من الضحية أن يعتذر ويقبل يدى جلاده، بل وينحنى ليغسل قدميه بماء الورد، ويطلب منه السماح على ثلاثين عاما مات فيها من مات وضاع فيها من ضاع وتشرد من تشرد وتيتم من حاول أبوه أن يقول الحق أو أن يحارب الفساد، أتريدون أن نحفظ الجميل لماضى الرئيس ونرحم شيخوخته وتضغطون علينا بأخبار متناثرة عن صحته المعتلة واكتئابه النفسى، وتبتزون عواطفنا بسيل من التقارير والتحليلات عن مدى تمسك الرجل بوطنه مصر ورفضه للموت خارجها، ألم تسألوا أنفسكم، ولو مرة كم من الأمهات باتت ودمعها يسيل وقلبها تحرقه النار على ابنها الذى راح ضحية لنظام مبارك حرقا أو غرقا أو غدرا أو اختفاء أو قهرا؟ ألم تهتز مشاعركم المرهفة، وأنتم ترون إخوانكم فى الوطن يأكلون من أكوام الزبالة، أو يبيعون أبناءهم وأعراضهم وأجسادهم من أجل جرعة دواء تحولت على يد كوادر حزب الرئيس إلى استمارات دعارة سياسية، أين كان ضميركم الحى هذا، وأنتم تسمعون يوميا عن مليارات من أموال هذا الشعب نهبت تفرق دمها بين البنوك لحساب رجال الرئيس، أتريدون أن نراعى شيبته، وهو لم يراع ضعفنا وهواننا بين الشعوب طيلة سنوات حكمه؟

عموما إخوتى فى الوطن، أنا أحترم منطقكم فى الاعتذار للرئيس مبارك، لكننى أحتفظ بحقى وحق ملايين المصريين الذين ذاقوا طعم الظلم، وسئموا من التجلط الذى سرى فى أوصال هذا البلد، وأرادوا تغيير الرئيس، كما احتفظ لنفسى بقناعتى أن كل من قال شيئاً فى الرئيس، واعتبرتموه أنتم سبا وقلة أدب، هو مجرد تعبير عن الرأى، وتنفيسا طبيعيا عن الغضب، كما احتفظ لكم بحقكم فى الحنين للعهد الماضى بكل ملذاته المفقودة، لكننى أيضا أرجوكم ألا تطلبوا منا أن نصدق هذا، فيكفينا أننا كان لدينا حلم فاستطعنا بفضل الله تحقيقه، ولن نسمح بعاطفة واهية بأن تجعلنا نأسف لعهد أفسد عقولنا وأشاخ قلوبنا قبل موعدها، نحن نأسف لكم أنتم فقط، لأننا دون أن ندرى أفسدنا شهيتكم الحساسة بمناظرالدماء التى سالت من شهداء الثورة، أو أننا حرمنا عيونكم من الطلعية البهية للفاسدين كل صباح.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة