مصر من غير أم كلثوم
ولا محمد عبدالوهاب
ولا فريد الأطرش
ولا عبدالحليم حافظ.. طبعاً
مصر من غير أمينة رزق
ولا فاتن حمامة
ولا هند رستم
ولا سعاد حسنى.. طبعاً
مصر من غير نجيب الريحانى
ولا على الكسار
ولا إسماعيل ياسين
ولا عادل إمام.. طبعاً
مصر من غير طه حسين
ولا يحيى حقى
ولا نجيب محفوظ
ولا إحسان عبدالقدوس.. طبعاً
مصر من غير أغنيات سيد درويش
ولا كل أفلام الأبيض والأسود
ولا مسرحيات الثلاثى المرح
ولا استعراضات فرقة رضا.. طبعاً
مصر من غير بيرم التونسى
وفؤاد حداد
وصلاح چاهين
وأحمد فؤاد نجم.. طبعاً
مصر من غير «إسكندريللا»
ومسرح «الهناجر»
و«روابط».. طبعاً
مصر النيل من غير مراكب فيها اتنين عاشقين
والهرم محروم من السياح.. والمصريين
والأفراح من غير زينة وزغاريد
هذه هى مصر التى ستكون، لو أنك اخترت التصويت لمن يكره كل هؤلاء، لمن يرى فى الحياة ذنباً ما خلقنا إلا لنكفر عنه، ستكون بلادنا بلا نساء يسرن فى الشوارع مطمئنات، ولا فتيات يركضن بضفائرهن تتطاير خلفهن، يحلمن بشاب أسمر يتعلقن بذراعه ويسرن معه على النيل، ولا شباب يرون فى الوطن كله عرضا لابد أن يصان من كل غازٍ، سيبحث كلٌ منهم عن عرضه فقط فى جسد أنثى ابتلاها الله بميلادٍ فى أرضٍ لن تعرف الرحمة.
صوتك أمانة.. ستعرف قيمتها يوما لن ينفع الندم، يوم أن لن يبقى من الوطن ولو مجرد ذكرى نعيد استنساخها منها، يوم أن يكون العدم هو مآل كل ما ورثناه من فنون وعلوم وآدمية، لن نستطيع استنساخها مرةً أخرى، لأنه ما من جينات ستبقى كى تساعدنا، ولا علوم سنتقنها كى تسعفنا.
أرجوك ضع نفسك محل أحفادك يوم يكون الحساب عسيراً، سيطاردون روحك بلعناتهم وأسئلتهم: كيف فعلتم بنا ذلك؟ ولماذا لم تحاربوا حتى النهاية لأجلنا.. لأجل أن نكون أسياد الكون لا عبيده؟!. أنت وحدك من سيصنع مصيرك، ففكر كثيراً قبل أن تفضل البقاء فى بيتك يوم أن يحل موعد انتخابك، وقبل أن تختار «أى اسم والسلام» خوفاً من الغرامة فيذهب صوتك لمن لا يستحق، وقبل أن تختار من يبيعك الآخرة فى صفقة خاسرة لك مربحة له.
صوتك أمانة.. وبلادك أيضاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة