منذ أن ظهرت نتائج انتخابات المرحلة الأولى، ووضح للجميع أن اختيارات الشعب انحازت للإسلاميين عامة وللإخوان خاصة، وجدنا الكتل الليبرالية تشن حملات تشويه، بدأت بالنكت على أوضاع البلد، بعد وصول الإسلاميين، وانتهت بتخويف بعض البسطاء من إخواننا الأقباط، مصورين لهم أن الأيام القادمة ستكون أسوأ مراحل تاريخهم، وقد دفع هذا الجو الموبوء الرافض للديمقراطية، والكافر بالحرية، والناقد لموقف شعب أثبت للعالم بخروجه لهذه الانتخابات، أنه على وعى سياسى كبير بخطورة المرحلة، وصعوبة موقف الوطن، بعض الزملاء المسيحيين أن يرددوا على مسامعى بكل قلق وخوف، ماذا سيفعل الإخوان بالبلد والأقباط، خاصة أنهم متقاربون هذه الأيام مع السلفيين؟.
ولا أنكر أننى التمست لكل زملائى العذر، فقد عاشوا على مدار 30 عاماً يسمعون من آلة مبارك الإعلامية ونظامه الفاسد، أسوأ ما يتصوره بشر عن الإسلاميين، فهم سفكة الدماء، والمكفرون للمجتمع، والفارضون للحجاب بالقوة، وهادمو الأفراح، وحارقو أندية الفيديو، والإرهابيون الذين سيحرمون مصر من موارد السياحة، والمتطرفون الذين سيخطفون المسيحيات ويستحلون دماءهم وأموالهم وأعراضهم، وبالطبع صورة عادل إمام فى الإرهابى، هى الأكثر ثبوتا فى ذاكرة الكثيرين، وللأسف بعد سقوط هذا النظام المجرم، وجدنا بعض القوى الليبرالية واليسارية تمارس نفس الدور، خاصة بعد ظهور مؤشرات إخفاقهم فى انتخابات المرحلة الأولى، ولم يجدوا ورقة رابحة فى أيديهم، سوى نفس الورقة التى لعب بها نظام مبارك المجرم. لكنى أرى أن الحق أبلج، وأن كل محاولات التشويه المتعمدة ستذهب جفاء، فعندما سألت إخوانى المسيحيين عن انطباعهم عن الصحفيين الإخوان، الذين يعملون معهم، أكدوا أنه لو كان كل الإخوان هكذا لوقفنا خلفهم، وهنا لا بد أن نؤكد مجموعة من الحقائق ومنها: لا صوت يعلو فوق صوت الشعب واختياراته، ومن يريد الخير لمصر، لابد أن يدعم اختيارات المصريين، وأن ينحنى لنتائج الصندوق، وينسى مصالحه الشخصية أو الحزبية أو الفئوية أو الطائفية، فالكل مصريون والوطن للجميع، ولن تنهض مصر وتخرج من النفق المظلم وكبوتها، إلا بتضافر جهود أبنائه، من مختلف الطوائف والقوى السياسية. إن الإسلاميين سيكونون حريصين على رد الجميل لهذا الشعب العظيم، وسيبذلون قصارى جهدهم من أجل أن يؤدوا الأمانة، التى حملها الشعب لهم، وإذا أرادوا أن يرسخوا للمبادئ الإسلامية، فليس أمامهم سوى نشر العدل والمساواة بين كل المصريين، فهذا ما أمر به نبينا العظيم، وطبقه خلفاؤنا الراشدون، ولعل خير دليل على ذلك، تصميم عمر ابن الخطاب رضى الله عنه، على قصاص ابن القبطى من ابن عمرو بن العاص حاكم مصر، رافعا شعار العدل للجميع، والمساواة والمواطنة قيم إسلامية أصيلة. لابد أن يعلم الجميع أن مصر بعد ثورة 25 يناير، لن تكون ملكا لطائفة أو قوى سياسية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة