يسرى الفخرانى

يا صديقى لا تنكسر

الإثنين، 05 ديسمبر 2011 03:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يارب اجعل لكل عتمة نهاية، يا رب بفضلك أؤمن حتما أنه ستعود فى صباح قريب كل الأشياء الجميلة التى فقدناها فى الطريق، ستعود الابتسامة الصافية التى كنا نستقبل بها النهار مع الشاى بحليب، ستعود الطيبة التى طويناها خوفا منها وخوفا عليها، ستعود قيمة الاحترام التى أصبح البديل عنها الآن الخوف.. احترام الكبير والمحترم والصادق والموهوب..
احترام الجميع للجميع، لن يستمر الحال على ما هو عليه إلى زمن بعيد، لابد أن تعود الصور المقلوبة إلى وضعها الطبيعى والصحيح يوما ما.. لتستمر الحياة، إنه حال الدنيا.. تصل إلى المنحدر.. فنتصور أنها النهاية الأخيرة والسقوط الأخير، فتفاجئنا بأنها تعود إلى القمة وإلى الأخلاق وإلى القيم والمبادئ الطبيعية التى ينتصر فيها الخير على الشر فى الصفحة الأخيرة من القصة.

لن يبقى الحال على ما هو عليه مهما كان اليأس، ومهما كانت صعوبة الحياة، ستعود قيمة العمل وتتسع رقعة الاحترام وتمطر السماء أحلامنا الممكنة، سنعيش يارب بفضلك وبرحمتك.. فى قمة الوحشة والغربة لن يقتلنا البرد، سوف نجد فى أنفسنا ما ندافع به عن حياتنا التى لا نعيشها إلا مرة واحدة، ما نمر به هو سحابة مؤقتة، تحجب الضوء، لكنها لا تمنع الحقيقة، تؤجل النجاح لكنها لا تصادره، تحذف الأيام السعيدة لكنها لاتقتلها.

يا صديقى لا تبك، لا تنكسر، لا تستسلم، لا تترك الظرف البائس يغتال أروع ما فيك، استعد لتحصل على حقك فى الحياة، لا تترك قلبك يصبح غصنا بلا أوراق خضراء، لا تقتل بنفسك أجمل ما فى نفسك، حاول أن تكون إنسانا مميزا مختلفا، احتفظ بقلبك شجاعا وبعقلك مستيقظا وبأحلامك بكل قواها، ازرع شجرة لتحصد ثمارها، لا تنجرف فى تيار المفسدين فى الأرض، لا تنظر حولك، انظر فوقك إلى السماء فهى أروع وأرحب وأكثر صدقا وصفاء، تعلم منها الحرية كما العصافير المغادرة فى الشتاء لتعود فى الربيع، اقتبس منها النور والسعادة، احصل منها على حقك فى الحياة، اجعل نفسك عملاقا فى زمن الأقزام، حكيما فى سنوات الجنون، قادرا فى أيام اليأس، قل يا رب تجد الله بجانبك.

حين يصبح اليقين خبزك ودعاءك وصلاتك وعملك وعلمك، يؤكد لك الله أنك اخترت الصواب حتى لو كان كل ما حولك هو الخطأ، لا تجعل الصور المهزوزة مثلك الأعلى فتترك كل ما فى نفسك من جمال وتسير فى الطريق إلى الجحيم.

ثق فى نفسك إلى أبعد الحدود، وتذكر أن الذين غيروا صفحات التاريخ بشر مثلك، والذين قهروا الأيام الصعبة هم من نفس اللحم والدم والعرق لكنهم آمنوا أن فى داخلهم سرا يمكن تفسيره وتحقيق المستحيل به، كل بقاء هو فى الأصل طاقة نور صغيرة، وكل نجاح هو فى الأصل فكرة بسيطة، وكل قصة حياة هى فى الأصل كلمة على سطر!

الهزيمة تأتى لمن ينتظرها، القهر يأتى لمن ينحنى للعواصف، والموت يأتى لمن أغلق عينيه فى وجه الشمس، ابحث داخلك عن قارب نجاة تنجو به كما سفينة نوح، ابحث فى مخزنك السرى عن حلم مهمل أو قوة محفوظة أو ورقة دونت عليها رغباتك الأولى فى الحياة، لا تقف فى مكانك.. تحرك للأمام، اكتشف التفاصيل الصغيرة التى تجعل منك إنسانا وانفخ عنها التراب، تعامل معها على أنها ثروتك الكبيرة التى لا يملكها إلا أنت، غادر مقاعد الكسالى والمتقاعدين إلى ميدان الإبداع، كل يد تعمل هى التى يحبها الله، الحياة التى تتمناها تأتى فى اللحظة التى لا تتصور أنها قادمة، وتولد فى اللحظة التى نبحث فيها عن أشياء أخرى قد لا ننتظرها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة