من الأخطاء التى وقعت فيها العديد من القوى السياسية الديمقراطية والمدنية، أنها تصورت أن مجرد إزاحة مبارك سيؤدى حتماً إلى أن تحل محله بسهولة وسوف يعطيها الناس أصواتها، وتصور بعض منها أن الشهرة من خلال برامج التوك شو والمحطات الفضائية والتليفزيونية سوف يجعل أعضاءها يحصدون مقاعد مجلس الشعب ومن بعده الشورى.
طبعاً لكل قاعدة استثناءات، وأعرف أن الوقت كان قصيراً أمام القوى السياسية الجديدة، وأعرف أن القوى السياسية القديمة السابقة على الثورة كانت محرومة من العمل السياسى الحقيقى، وكان الوقت قصيراً أمامها لكى تستعيد عافيتها.
ودعنى أقول لك إن المنافسة كانت شرسة وغير عادلة، فالإخوان والتيار الدينى السلفى وغير السلفى مثل دعاة المساجد التابعين لوزارة الأوقاف خلطوا الدين بالسياسة وأرسلوا رسالة مرعبة، وهى أن الإسلام يخوض الانتخابات، لا مواطنين لديهم طموحات سياسية.
وليس معنى ذلك أن نتجاوز عن الأخطاء، رغم أن ما حققه التيار الديمقراطى من مكسب كبير قياساً على الظروف المعادية والوقت القاتل.
أظن أن أهم الأخطاء هى أن العمل من أجل الانتخابات القادمة يجب أن يتم من الآن، على الأرض من خلال أشكال كثيرة منها مثلاً أن يكون هناك عضو برلمان ظل ممثلا للحزب الذى لم يصل إلى البرلمان، من الممكن تشكيل لجان رقابة شعبية على عضو البرلمان فى الحى، من الممكن عمل جريدة أو نشرة صحفية للتفاعل بين أبناء الدائرة، أو عمل صفحة على الفيس بوك ... إلخ.
من المؤكد أن هناك أفكارا أفضل، لكن المهم هو ألا تنسى القوى السياسية والمرشحون الذين لم يحققوا فوزاً، الناس، ثم تعود إليهم بعد 4 سنوات، بل يمكن الاستفادة من هذه الأفكار للاستعداد لانتخابات المحليات القادمة، ودعنى أقول لك إنها إذا لم تفق مجلسى الشعب والشورى أهمية، فهى لا تقل عنها أبداً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة