كريم عبد السلام

الإسلاميون والبورصة

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011 03:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنا فعل ممثلو الأحزاب الإسلامية بحضورهم افتتاح جلسة البورصة أمس الأول للتأكيد على أنها لا تخالف الشريعة، وأن المتعاملين فيها لا يرتكبون إثما ولا يعملون فى نشاط اقتصادى يستوجب الإدانة والتحريم.

ورغم أن الحضور المشكور لممثلى هذه الأحزاب لم يرد الروح فى البورصة التى شهدت أثناء تواجدهم تراجعا قارب 3 مليارات جنيه، إلا أن حضورهم، رغم دلالته اللافتة، لن يمنع أيضا موجات الفتوى العشوائية من التدفق على أدمغتنا، خصوصا من المتعالمين فى القرى والنجوع والمدن الصغيرة الذين يتصورون أنهم قادرون على غزو العالم من زواياهم القاصية.

ولا أستبعد أن يخرج علينا زيد أو عبيد من هؤلاء بفتوى أو تصريح يجرّم ويدين توجه ممثلى الأحزاب الذين حضروا جلسة البورصة، ويتبرأ من نهجهم ويحذّر من انتشار بدعهم الضالة، بل لا أندهش إذا حازت مثل هذه التصريحات استجابة كبيرة من المواطنين الآن، فقد أصبحنا فى زمن يعتقد فيه الناس أن الدين مرادف لكل ما هو متشدد، ونسينا أن التسامح والوسطية من أكثر الأمور التى حض عليها الإسلام الحنيف.

ومن هنا أرى أن الحل للأزمة الفكرية التى يعانى منها مجتمعنا ليس بأن تحضر قيادات الأحزاب الإسلامية وغير الإسلامية افتتاح إحدى جلسات البورصة أو تلتقى المستثمرين فى القطاع السياحى لطمأنتهم، أو حتى تلتقط الصور مع السياح عند سفح الهرم، فالحل يبدأ بأن يتطابق سعى قيادات الأحزاب مع توجهات القواعد العريضة لها فى مختلف الأقاليم، باعتبارها توجهات عامة يعلنها الحزب وتعبر عنه ويلتزم بها أعضاؤه، وبدلا من اعتماد منهج التعاطف لمرة واحدة مع مؤسسات الدولة، يمكن البدء بالعمل على إعادة بناء الإنسان المصرى بحيث لا ينشغل أصلا بالمعارك الصغيرة التافهة التى لا طائل من ورائها.

إعادة بناء الإنسان المصرى وتخليصه من سموم عهد مبارك التى أفسدت فطرته وقلّبت كيانه وأفقدته يقينه وأكسبته النزوع للمظاهر والقشور هو الجهاد الأكبر للأحزاب الوطنية فى اللحظة الراهنة، وهو الرهان الذى يمكن أن يربطنا بالمستقبل بدلا من الانشغال بما تحت أقدامنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة